العساكر فى العشر الأوسط من ربيع الأول، والأخبار تتواتر والجفال تتقاطر ثم رحل السلطان من دمشق وسار إلى حمص، فتحقق أن التتار نزلوا وادى الخزندار، فأسرعت العساكر إليهم قصدأ فى الهجوم عليهم، ال وجدوا فى سيرهم، فا وصلوا مجمع المروج إلا وقد أعيت الخيول من الركف الشديد وثقل الحديد والمدى البعيد ، فركبت أطلاب الشتار من ساعتهم وقازان فى جملتهم والأمراء المقفزون معهم ) وهم قفجاق وبكتمر السلاحدار والبكى الساتى. فلما الققى الجمعان واصطدم الجيشان حملت الميسرة المنصورة على ميمنة التتار فكشفتها ولولا قليل لهزمنها وتكردست ميمتهم على القلب، فتضايق مجال الحرب، ولم يتمكن الجيش هنالك من الطعن والضرب ، فإن التتار من قدامهم از دحموا والغلمان من ورائهم التحموا، وجاههم نوابل السهام كوابل الغمام فثنوا الأعنة وطرحوا الأسنة ولفظوا كل درع وجنة فكانت حينئذ الهزيمة وفلت ساعتيذ العزيمة، فرأى السلطان العود أحمد والرجوع بالنفع أعود وأجود . فضرب عنان جواده على غير مراده منقادأ إلى حكم الضرورة حكوما عليه بها من آرباب المشورة، فاستظهر العدو بانصرافه ووجدوا السهيل عند انحرافه، فانهزمت الجيوش أطلابا وتفرقت الجنود أحرابا وقتل ل فى الصدمة الأولى من الأمراء سيف الدين كرد وناصر الدين ابن الحلى وسيف الدين بلبان التقوى وبيبر ص الطمى والأمير صارم الدين أزبك الطغر بلى نائب بلاطنس، وأصابت الأمير سيف الدين نوكيه السلحدار جراحة فكان موته بها لما وصل إلى جسر يعقوب ، والأمير جمال الدين أقوش الكرجى الحاجب ونفر قلائل ، وذلك فى يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول من سنة تسع وتسعين وستمائه. وهذا اليوم ذكر ( المفسرون فى تأويل قوله تعالى (فى يوم نحس مستمر )أنه يوم الأربعاء ، فإنه كان يتوقع منه الشر ولا سيما إذا اتفق أواخر الشهر . ولما وصل البريد بهنا الخبر إلى القلعة وأنابها بومثذ فى النيابة، أخفيت أمره وأظهرت ضده، وتقلمت بضرب الطبلخاناة وتحريك الكوسات، فزالت الأوهام وسكنت غوغاء العوام ووصل اللطان إلى الديار المصرية وهى آمنة وأحوالها ساكنة، وأما قازان فإنه تسلم
صفحة ١٥٧