سخونة أبو الأجران
- انت شو بيهمك غير هدا بالوقت الحاضر؟ كنت بحب خبرك عن الأحزاب والمشاحنات اللي صارت بغيبتك، والجرائد اللي جدت، والجمعيات اللي انتشت، وعن البيش وأحواله، لكن ماني مبسوط أبدا، حتى إني هلق حاسس بوجع تحت خاصرتي اليمين ما بينطاق. آه دخلك يا فنيانوس مبين زاد الوجع. - سلامتك يا ابو الاجران، شو بتريد أعمل لك؟ - آه دخلك! مدري شو بني، روح عيط لي للحكيم وانده لي لأم موسى جارتنا حالا. - آهي جات أم موسى. - شو باك كابو الاجران؟ - آه يا أم موسى دنيت! دخل الله ودخلك! - حاجة تحكي هالحكي! ما عا قلبك شر، بدك تحميلة ده بتصح، هات وكافنيانوس شقفة صابون تا نعمل له تحميلة. - ما في لزوم. هلق بيجي الحكيم، بعتنا وراه.
يا حملا بوك عا بو الحكما، أنا ما بدي موت الرجال، المسألة بسيطة، هلق ده بيرتاح. - آه، آه، دخلك يا فنيانوس، دنيت! - ورك سلامة قلبك! حاج تحكي هالحكي! - وحياتك دنيت، اعمل معروف اعطيني الدواية والقلم تا كفي كتابة وصيتي. - شو هالحكي يا ابو الاجران؟ صلب إيدك عا وجك وقول: يا يسوع! ما حدا بيستغني، الله مجرب خايفيه. - شو مجرب خايفيه؟ قرب الأجل، متى الواحد بيخلص عمره راح. هات - الله يخليك - الدواية والقلم. - حاضر عا عيني. - دخول هلق أنت وأم موسى للأوضة التانية تا كنت خلص كتيبة الوصية. - تعي لحقيني يا أم موسى، بلا معنى.
الفصل الثامن والعشرون
حديث فنيانوس وأم موسى عندما كان يكتب أبو
الأجران وصيته
إلا دخلك يا أم موسى، كيف شايفتي لي هالمعتر أبو الاجران؟ بيقوم من هالسخنة؟ - منين القابر أمه ؟ موات! قد ما كان يبولع عرق بزمانه اهترت قصبته السودا والطحال، وامتد المرض للكلاوي ولقمة اللحام، ومن زمان وهو بيلاوش.
إلا دخلك، إيمتن طلعتي من مدرسة الطب؟ مبين بشوفك بتوصفي وصفات وبتأشري أشاير الحكيم ما بيعرفها. - شو؟ كأن الحكيم أحسن مني؟
أستغفر الله! ما فشر. يا أم موسى، بدك الصحيح؟ صعبان علي كتير ابو الاجران. - وكابني شو طالع باليد؟ كلنا غلة الموت، اللي ما بيموت اليوم بيموت غدي، هنيال فاعل الخير! - إلا يا أم موسى، من تلعبي بالبيش بهالأيام؟ - بالأول كنت ألعب وما كنت حط إلا عالبغل والسعدان والفرفورة، هي تقبر عيون اللي هي لهن، اللي بيقولوا لها بربورة، ما بعرف بربولاتا. خصرت مبلغ لكن بالآخر صرت ألعب عالمنامات، يوم اللي شوف ابو الاجران بنومي كنت ألعب عالحية، ويوم اللي شوف عمك بو موسى ألعب عالدب، ويوم اللي شوف هدا الرجال اللي فاتح لوكندة هونيك ألعب عالفيل، وأكتر الأيام يصدق المنام، ولو كانوا الناس بيتركوا الواحد عا دينه كنت كل يوم بكسب، ليش كقولك بيجيني إلهامات؟ مثلا: اليوم جاني إلهام إنه بده يطلع الدب، بصمم النية عليه، شوية بيجوني ولاد عيشة لعابة البيش ويقولوا: شو بده يطلع اليوم يا أم موسى؟ قول لهن كقولك حسب الإلهام، يصيروا هن يقولوا: لا، وأنا أقول لن: آه. يغيروا لي أفكاري. وهلق بعدني بلطش شوية. - يعني بعد الإلهامات عوضتي من الخسارة؟ - منين التعتير؟ صرت حاطة أكتر من مية ليرة، وعالقبار عيونه الدب وحده حطيت خمسين ليرة. - يعطيك العافية! منيحة والله تجارة البرازيل، صايرة بالإلهامات. - وانت كيف أمورك؟ إنشالله جبت لك شي بنت حلال معك؟ - آه يا أم موسى، لا تفوقيني. ما جبت شي. إن كان قبالتك شي بنت حلال إيدي تحت زنارك. - تقبر اللي خلفوك! كل شي في بنات بالبلاد ما عرفت تاخدلك واحدة، جاي هون تسأل عا بنات؟ هون في بنات؟ - إيش بدي أعمل؟ هيك النصيب. فوتي تا نشوف، يمكن ابو الاجران خلص الكتيبة، صار له أكتر من ساعة.
الفصل التاسع والعشرون
صفحة غير معروفة