تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران
الناشر
مؤسسة النور للطباعة والتجليد
رقم الإصدار
الأولى
مكان النشر
الرياض
تصانيف
إزار ورداء ثم أقبلت إلى عمر ﵁ فسلمت عليه فقال: وعليك السلام هذا أحسن مما كنت فيه يا زياد.
وإذا كان عمر ﵁ قد هجر زياد بن حدير على إعفائه لشاربه فكذلك ينبغي هجر من حلق لحيته لأن كل من الأمرين معصية ظاهره لما فيهما من مخالفة أمر رسول الله ﷺ بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحى، ولما فيهما أيضا من التشبه بالمجوس ومن يحذو حذوهم من أصناف المشركين.
وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما من حديث ابن عمر ﵄. والهجر على حلق اللحية أولى من الهجر على إعفاء الشارب لما في حلق اللحية من مزيد التشبه بالنساء والدخول في عداد المخنثين، وقد لعن رسول الله ﷺ المخنثين من الرجال. رواه الإمام أحمد والبخاري وأبو داود وغيرهم من حديث ابن عباس ﵄. وقد قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية حنبل: إذا علم من رجل أنه مقيم على معصية لم يأثم إن هو جفاه حتى يرجع وإلا كيف يتبين للرجل ما هو عليه إذا لم ير منكرا عليه ولا جفوة من صديق.
ونقل حنبل أيضا عن احمد بن حنبل رحمه الله تعالى أنه قال: ليس لمن قارف شيئا من الفواحش حرمة ولا وصلة إذا كان معلنا. وقال الخلال في كتاب المجانبة: أبو عبد الله يهجر أهل المعاصي ومن قارف الأعمال الرديئة أو تعدى حديث رسول الله ﷺ وأما من سكر أو شرب أو فعل فعلا من هذه الأشياء المحظورة ثم
1 / 61