210

التحف شرح الزلف

تصانيف

الإمام الناصر أحمد بن يحيى

الإمام الناصر لدين الله أبو الحسن أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق عليهم السلام، كان وقت وفاة أبيه في الحجاز، فلما قدم بعد تخلي الإمام المرتضى واعتزاله للعبادة اجتمع الإمامان وبايع الإمام المرتضى أخاه الإمام الناصر.

قال الإمام المرتضى - لما اعتزل عن الإمامة في خطبة له -: (ثم إنكم معاشر المسلمين أقبلتم علي عند وفاة الهادي عليه السلام، وأردتموني على قبول بيعتكم.

..إلى قوله: فأجريت أموركم على ما كان الهادي رضي الله عنه يجريها، ولم أتلبس بشيء من عرض دنياكم ولم أتناول قليلا ولا كثيرا من أموالكم، فلما أخزى الله القرمطي، وكفى الله المؤمنين القتال، وكان الله قويا عزيزا، تدبرت أمري وأمركم، ونظرت فيما أتعرضه من أخلاقكم، فوجدت أموركم تجري على غير سننها، وألفيتكم تميلون إلى الباطل، وتنفرون عن الحق.

..إلى قوله: وعما نأمركم بطاعة الله مزورين وعنه نافرين، وإلى أعداء الله وأعداء دينه الجهال الفساق راكنين، وقد قال الحكيم العليم في محكم التنزيل: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون} [هود:113]، فلما لم أجد فيكم من يعين الصادق المحق، ويأمر بالمعروف، ويرغب في الجهاد، ويختار رضى الله جل وعز على رضى المخلوقين إلا القليل في القبيلة واليسير من الجماعة أنزلت هذه الدنيا من نفسي أخس المنازل، وآثرت الآخرة.

صفحة ٢١٧