وقد حدثني أيضا أحمد بن حمزة الرازي، قال: حدثنا أحمد بن رشيد عن سعيد بن خثيم الهلالي قال: كنت مع الحسين صلوات الله عليه فاجتمعنا إليه قبل اللقاء فقام فينا خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد يا إخوتي ويا أخواتي ويا شيعة جدي وشيعة أبي، ومحبي جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد تبين لكم ظلم هؤلاء القوم وفسقهم وفجورهم وعداوتهم لله ولرسوله، وسيرتهم في أمة محمد، وارتكابهم المحارم، وتعطيلهم الحدود، وشربهم الخمور، وارتكابهم الشرور، وهتكهم الستور، واستئثارهم بالفي، وأمرهم بالمنكر، ونهيهم عن المعروف، دعاهم الشيطان فأجابوه، واستصرخهم فاتبعوه يسيرون فيكم بسيرة القياصرة والأكاسرة، يقتلون خياركم، ويستذلون فقهاءكم، يقضون بالهوى، ويحكمون بالرشا، ويولون السفهاء، ويظاهرون أهل الريب والردى، يقلون أمر المسلمين اليهود والنصارى، جبابرة عتاة، يلبسون الحرير، وينكحون الذكور، فكيف لا يغضب أولوا النهى أم كيف يسيغ الطعام لأهل البر والتقوى، قد درس الكتاب فأول على غير تأويله، وغني به على المعازف فحرف عن تنزيله، فلم يبق من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، فلو أن مؤمنا تقطعت نفسه قطعا أما كان ذلك لله رضا، بل كان بذلك عندي جدير، اخرجوا بنا إلى الله واصطبروا فوالله إن الراحة منهم ومن المقام معهم في دارهم لراحة، والجهاد عليكم فريضة، فقاتلوهم، الله قد فرض عليكم جهادهم، واصبروا أنفسكم فإن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص، وكونوا ممن أحب الله والدار الآخرة، وباين أعداءه [وأحب] وآثر لقاءءه. عصمنا الله وإياكم.
صفحة ١١١