ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
باعتبار ما يختم له وسعيد باعتبار ما يختم له كما دل عليه بقية الخبر وكان ظاهر السياق أن يقول ويكتب شقاوته وسعادته لكن عدل عن ذلك لأن الكلام مسوق إليهما والتفصيل وارد عليهما» (١).
وجاء في التلخيص المعين على شرح الأربعين:
«وقوله: «ويؤمر» أي الملك «بأربع كلمات» والآمر هو الله ﷿ بكتب «رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد». وقوله «رزقه» الرزق هنا: ما ينتفع به الإنسان وهو نوعان: رزق يقوم به البدن، ورزق يقوم به الدين.
والرزق الذي يقوم به البدن: هو الأكل والشرب واللباس والمسكن والمركوب وما أشبه ذلك. والرزق الذي يقوم به الدين: هو العلم والإيمان، وكلاهما مراد بهذا الحديث. «وأجله» أي مدة بقائه في هذه الدنيا، والناس يختلفون في الأجل اختلافًا متباينًا، فمن الناس من يموت حين الولادة، ومنهم من يعمر إلى مائة سنة من هذه الأمة، أما من قبلنا من الأمم فيعمرون إلى أكثر من هذا، فلبث نوح ﵇ في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا.
واختيار طول الأجل أو قصر الأجل ليس إلى البشر، وليس لصحة البدن وقوام البدن، إذ قد يحصل الموت بحادث والإنسان أقوى ما يكون وأعز ما يكون، لكن الآجال تقديرها إلى الله ﷿» (٢).
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين ﵀:
««ويؤمر يعني الملك بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد» فيكتب رزقه وكتب الرزق يعني هل هو قليل أم كثير ومتى يأتيه وهل ينتقص أم لا ينتقص المهم أنه يكتب كاملًا ويكتب أجله أيضًا في أي يوم وفي أي مكان وفي أي ساعة وفي أي لحظة وعن بعد أم عن قرب وبأي سبب من
(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، أحمد بن حجر العسقلاني، ١١/ ٤٨٣. (٢) التلخيص المعين على شرح الأربعين، الشيخ محمد بن صالح العثيمين، إعداد: سلطان بن سراي الشمري ص ٤٠، ط/ دار الثريا للنشر.
1 / 81