ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
جـ - دعاؤه ﷺ لعروة بن أبي الجعد البارقي، وذلك أن النبي ﷺ أعطاه دينارًا يشتري له به شاة، فاشترى له به شاتين، فباع إحداهما بدينار فجاء بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه» (١).
د - دعاؤه ﷺ على سراقة بن مالك ﵁، لحق سراقة النبي ﷺ يريد أن يقتله وأبا بكر ﵁، لكي يحصل على دية كل واحدٍ منهما؛ لأن قريشًا جعلوا لمن يقتل رسول الله ﷺ وأبا بكر أو أسرهما دية كل واحد منهما، فلحق سراقة النبي ﷺ وعندما رآه أبو بكر قال: يا رسول الله! هذا فارس قد لحق بنا، فالتفت إليه رسول الله ﷺ فقال: «اللَّهم اصرعه»، وساخت يدا فرس سراقة في الأرض حتى بلغت الركبتين، فقال سراقة: يا رسول الله! ادع الله لي، فدعا له رسول الله ﷺ، ونجت فرسه، ورجع يخفي عنهما، فكان أول النهار جاهدًا على النبي ﷺ، وكان آخر النهار مسلحة (٢) له يخفي عنه (٣).
إن الواجب على المسلم أن يُحسن ظنَّه بالله حتى في أصعب المواقف، لأن الله تعالى بيده مفاتِحُ كلِّ شيء إذا أراد شيئًا حدثَ لتوِّه؛ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (٤) وليس على الله بعزيزٍ أن
_________
(١) أخرجه البخاري كتاب المناقب، باب: سؤال المشركين أن يريهم النبي ﷺ آية فأراهم انشقاق القمر، رقم ٣٦٤٢.
(٢) المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو، ويرقبون العدو لئلا يطرقهم، فكذلك سراقة كان مدافعا ومخفيا عن النبي ﷺ، انظر: النهاية، ابن كثير ٢/ ٣٨٨، والقاموس المحيط، الفيروز آبادي ص ٢٨٧.
(٣) أخرجه البخاري، كتاب: فضائل الصحابة، باب: هجرة النبي ﷺ وأصحابه إل المدينة، رقم ٣٩٠٦، و٣٩٠٨، و٣٩١١.
(٤) سورة يس، الآية: ٨٢.
1 / 35