ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
ولا سيَّما إن صادف الأدعية التي أخبر النَّبيُّ ﷺ أنها مظنَّة الإجابة، أو أنَّها متضمِّنةٌ للاسم الأعظم» (١).
٢ - استجابة الله لدعاء من وثق في إجابته سبحانه:
لقد اهتم الأنبياء والرسل ﵈ وأتباعهم من عباد الله الصالحين بالدعاء، فاستجاب الله دعاءهم، لأنهم كانوا على ثقة ويقين باستجابة الله لهم، وهذا كثير في القرآن والسنة، ومن ذلك ما يأتي:
١ - آدم ﵇: قال تعالى: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (٢)، فغفر الله لهما كما قال سبحانه: ﴿فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (٣)، ثم أكرمه الله بالاصطفاء فقال سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ (٤)، وخصَّه بالاجتباء، فقال تعالى: ﴿ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى﴾ (٥).
٢ - نوح ﵇: قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ﴾ (٦).
قال الشيخ السعدي ﵀: «يخبر تعالى عن عبده ورسوله نوح ﵇، أول الرسل، أنه لما دعا قومه إلى الله، تلك المدة الطويلة فلم يزدهم دعاؤه، إلا فرارًا، أنه نادى ربه فقال: ﴿وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ
_________
(١) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ابن قيم الجوزية، ص ٧٦.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٢٣.
(٣) سمرة البقرة، الآية: ٣٧.
(٤) سورة آل عمران، الآية: ٣٣.
(٥) سورة طه، الآية: ١٢٢.
(٦) سورة الصافات، الآيتان: ٧٥ - ٧٦.
1 / 28