117

ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ (١).
وأمر ﷾ المؤمنين أن يتذكروا دائمًا تلك النعمة العظيمة؛ نعمة النصر في بدر، ولا ينسوا من أذهانهم كيف كانت حالتهم قبل النصر، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (٢). (٣)
٣ - ثقة النبي في ربه في غزوة أحد:
ورغم هزيمة المسلمين في غزوة أحد إلا أن النبي ﷺ كان واثقًا في الله تعالى، ولم تكن الهزيمة أبدًا سببًا في زعزعة العقيدة، والتمسك بالإيمان الكامل بالله ﷾.
ففي هذه الغزوة جاء تذكير المؤمنين بالسنن ودعوتهم للعلو الإيماني، وهذا لثقتهم في ربهم قال تعالى: ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (٤).
إن المتأمل في هذه الآيات الكريمة يجد أن الله ﷾ لم يترك المسلمين لوساوس الشيطان في محنة غزوة أحد، بل خاطبهم بهذه الآيات التي بعث بها الأمل في قلوبهم، وأرشدهم إلى ما يقويهم ويثبتهم، ويمسح بتوجيهاته دموعهم ويخفف عنهم آلامهم.

(١) سورة آل عمران، الآيتان: ١٢٧، ١٢٨.
(٢) سورة الأنفال، الآية: ٢٦.
(٣) السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث، علي محمد محمد الصلابي ٢/ ٧٨، ط/ ٧، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت: ١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م.
(٤) سورة آل عمران، الآيات: ١٣٧ - ١٣٩.

1 / 123