اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر
الناشر
طبع بإذن رئاسة إدارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية برقم ٩٥١/ ٥ وتاريخ ٥/٨/١٤٠٦
رقم الإصدار
الأولى ١٤٠٧هـ
سنة النشر
١٩٨٦م
تصانيف
وإنذار الرسل، وهو دليل على عدم ردهم إلى الدنيا مرة أخرى، وأشار إلى ذلك بقوله: ﴿أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ﴾ ١ جوابا لقولهم: ﴿أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ﴾، وقوله: ﴿ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا﴾ ٢، بعد قوله تعالى عنهم: ﴿فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ﴾ ٣، وقوله: ﴿وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ﴾ ٤ ... الآية، بعد قوله: ﴿وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ﴾، وقوله هنا: ﴿قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ ... الآية، بعد قوله: ﴿فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ﴾ ... الآية، فكل ذلك يدل على عدم الرد إلى الدنيا وعلى وجوب العذاب، وأنه لا محيص لهم عنه٥.
الميزان:
قرر رحمه الله تعالى أن ظاهر القرآن الكريم يدل على تعدد الموازين لكل شخص فقال: "وقوله في هذه الآية الكريمة": ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ﴾ ٦، جمع ميزان وظاهر القرآن تعدد الموازين لكل شخص لقوله: ﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾ ٧، وقوله: ﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ﴾ ٧، فظاهر القرآن يدل على أن للعامل الواحد موازين يوزن بكل واحد منها صنف من أعماله، كما قال الشاعر:
ملك تقوم الحادثات لعدله ... فلكل حادثة لها ميزان
والقاعدة المقررة في الأصول أن ظاهر القرآن لا يجوز العدول عنه إلا
١ سورة إبراهيم: من الآية ٤٤. ٢ سورة غافر: من الآية ١٢. ٣ سورة غافر: من الآية ١١. ٤ سورة الشورى: من الآية ٤٥. ٥ أضواء البيان: محمد الأمين الشنقيطي ج٢ ص٢٧٠-٢٧١. ٦ سورة الأنبياء: من الآية ٤٧. ٧ سورة الأعراف: من الآيتين ٨ و٩.
1 / 138