97

اتجاهات الشعر العربي المعاصر

الناشر

المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٧٨

مكان النشر

الكويت

تصانيف

للإنسان؟ الشاعر، فإنه هو الحقيقة التي تبدأ منها الحقائق، ذاهبة في تيارها المستقبلي، يولد في عيني معنى الضحى تبدأ من نفسي كل الدروب ومن ثم يغدو أمس الشاعر " غدا "، وينعدم وجود الأمس، ويصبح الموت صديقا، وتصبح ثانية الشاعر بما يملؤها من حيوية وإبداع وألق سنوات، أن الزمن قد يكون عدوا للطاغية، مثلا، لا للشاعر، ولهذا فإن الطاغية يحس أن علاقته بالزمن طغيان متبادل: زمن يجري، زمن يهرب مثل الماء وأنا أجري كل نهار سكين في أحشائي والليل حراب، ومن ثم نجد أن بعض أقنعة (١) الشاعر تستعصي على الموت، فزيد بن الحسين يقتل ويصلب ثم يحرق وينثر رماد جثته فوق الماء، ولكنه لم يمت لأنه ظل رمزا حيا إلى الأبد. الجسم يصاعد في رماد مهاجر كالغيمة الخفيفة والرأس وحي نار عن زمن الغيوب والثورة والثوار يقرؤه السياف للخليفة؟

(١) سيجيء الحديث عن " القناع " في الشعر الحديث، في فصل تال، ويكفي أن أقول هنا أن " القناع " رمز تاريخي - في أكثر الأحيان - يرمز للشاعر، أو يحمله الشاعر نظراته في الفن والتضحية والمبادئ؟ الخ.

1 / 101