التدريب وأهميته في العمل الإسلامي
الناشر
دار الأندلس الخضراء للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
جدة - المملكة العربية السعودية
تصانيف
والمسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجرَّبًا عليه شهادة الزور أو مجلودًا في حد، أو ظنينًا في ولاء أو قرابة، فإن الله تعالى تولى من العباد السرائر وستر عليهم الحدود إلا بالبينات والأيمان.
ثم الفهمَ الفهمَ فيما أدلى إليك مما ورد عليك مما ليس في قرآن ولا سنة، ثم قايس الأمور عند ذلك، واعرف الأمثال (١) ثم اعمد فيما ترى إلى أحبها إلى الله وأشبهها بالحق، وإياك والغضب والقلق والضجر والتأذي بالناس والتنكر عند الخصومة ... فإن القضاء في مواطن الحق مما يوجب الله به الأجر ...» (٢).
٢ - تدريب عمر رضي الله تعالى عنه الناس على القوة والاخشيشان:
قد كانت حال الفاروق معروفة في هذا الباب، لكنه لم يكتف بحاله بل أراد حمل الناس على أن يكونوا أقوياء فيهم خشونة الرجال وقوتهم، فها هو يقول لأهل الشام:
«ائتزروا وارتدوا (٣)، وانتعلوا وألقوا الخفاف، وارموا الأغراض (٤)، وألقوا الُّركُب وانزوا نزوًا على الخيل (٥)، وعليكم بالمَعَدِّيَّة (٦)، ودعوا التنعم وزي العجم ...».
وقال أيضًا لأهل حمص:
«علِّموا أولادكم الرماية والفروسية والسباحة ... وتمعددوا (٧)، واخشوشنوا، واستقبلوا حر الشمس بوجوهكم، وارموا
_________
(١) أي: المتماثلات.
(٢) المصدر السابق: ١/ ٨٥ - ٨٦.
(٣) أي: البسوا الإزار والرداء.
(٤) أي: تدربوا على إصابة الهدف.
(٥) أي: لا تستعينوا بشيء على ركوب الخيل بل اقفزوا عليها قفزًا.
(٦) (٧) نسبة إلى معدِّ بن عدنان وكان خشنًا.
(٧) «أثر الإسلام في تكوين الشخصية الجهادية»: ١٠٢ - ١٠٣. وقد نقل المصنف عن عيون الأخبار لابن قتيبة.
1 / 92