تدريب الدعاة على الأساليب البيانية
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١٢٨-السنة-٣٧
سنة النشر
١٤٢٥هـ
تصانيف
لذا قالوا: الفصيح من لا يعتريه ثقل في اللسان ولا تكلف في البيان، وقالوا: البلاغة أن لا يبطئ ولا يخطئ!
ومن الحروف التي تدخلها اللثغة: القاف، والسين، واللام، والراء. فالقاف بنطقها طاءً كنطق قال: طال! والسين بنطقها ثاءً كنطق سمرة: ثمرة، واللام بنطقها ياءً كنطق لؤلؤ: يؤيؤ، والراء بنطقها ياءً أو غينا أو ذاءً أو ظاءً كنطق رجل: يجل! ونطق الرواية: غواية! وكان بعض الأذكياء ممن ابتلي باللثغ في الراء يجتنب الإتيان بلفظ فيه راء ويستبدله بلفظ مرادف، كاستخدام لفظ الحنطة أو القمح بدلا من البُر. قال الجاحظ: اللثغة في الراء تكون بالغين والذال والياء، والغين أقلها قبحا وأوجدها في كبار الناس وبلغائهم وأشرافهم وعلمائهم (١)
وإمام الفصحاء وسيد البلغاء هو رسول الله ﷺ، فلقد جمعت لرسول الله ﷺ جوامع الكلم وملك زمامها فانقادت له وهو القائل صلوات الله عليه: "بعثت بجوامع الكلم" (٢) وفي رواية: "أعطيت مفاتيح الكلم" (٣) وجوامع الكلم مفردها: الكلمة الجامعة، وهي: الموجزة لفظا المتسعة معنى، وهذا يشمل القرآن العظيم والسنة، لأن كل منها يقع فيها المعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة.
وفي وصف خطابه وبلاغة بيانه قالت أم المؤمنين عائشة ﵂: «كان كلام النبي ﷺ فصلا، يفهمه كل من سمعه» (٤)
_________
(١) البيان والتبيين ١/١٥
(٢) متفق عليه: خ: الجهاد والسير (٢٩٧٧)، م: المساجد (٥٢٣)
(٣) خ: التعبير (٦٩٩٨)
(٤) د: الأدب (٤١٩٩)، ت: المناقب (٣٥٧٢)
1 / 376