تدريب الدعاة على الأساليب البيانية
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١٢٨-السنة-٣٧
سنة النشر
١٤٢٥هـ
تصانيف
المبحث الثاني: مسالك التدريب على الخطابة
المسلك الأول: التدريب على إعداد الخطبة وصياغتها.
المسلك الثاني: التدريب على إلقاء الخطبة.
المسلك الثالث: التدريب على التقويم.
وفيما يلي بعض تفصيل كل واحد من هذه المسالك:
المسلك الأول: التدريب على إعداد الخطبة وصياغتها.
في أهمية الإعداد للخطابة قول عمر ﵁ وهو يحكي طرفا من الأحداث التي مر بها المسلمون عقب وفاة النبي ﷺ وتجمع المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة قال: «وكنت قد زوّرتُ مقالة أعجبتني أردت أن أقدمها بين يدي أبي بكر، وكنت أداري منه بعض الحد» (١) .
وفي رواية لمالك: «ما ترك - يعني أبو بكر - من كلمة أعجبتني في رويتي إلا قالها في بديهته»، والتزويق هنا هو بمعنى التحسين والتهيئة وحسن الإعداد.
ولما بويع لعثمان ﵁ خرج إلى الناس فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس! إن أول مركب صعب، وإن بعد اليوم أياما، وإن أعش تأتكم الخطبة على وجهها، وما كنا خطباء وسيعلمنا الله» (٢) .
ويمكن التدريب على إعداد الخطبة بطريقين:
الطريق الأول: الإعداد الذهني، سواء بالإطلاع على المصادر والمراجع، أو باستحضار النصوص المحفوظة ومعرفة أوجه الاستشهاد بها، أو بجمع العناصر
(١) متفق عليه: خ: الحدود (٦٨٣٠)، م: الحدود (١٦٩١) (٢) الطبقات الكبرى لابن سعد ٣ / ٤٦
1 / 365