تدريب الدعاة على الأساليب البيانية
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١٢٨-السنة-٣٧
سنة النشر
١٤٢٥هـ
تصانيف
وعن محمد بن سيرين ﵀ قال: كان شعراء أصحاب محمد ﷺ: عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن مالك (١) وهو لم يرد الحصر فلقد كان الشعراء منهم ﵃ أكثر من هذا بكثير مما تواترت به الأخبار سواء من كان قد اشتهر بالشعر أو من كانت تجود قريحته بالأشعار في المناسبات على كثرتها.
قال العلامة ابن القيم ﵀: «فصل في شعرائه وخطبائه ﷺ: كان من شعرائه الذين يذبون عن الإسلام كعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكان أشدهم على الكفار حسان بن ثابت وكعب بن مالك يعيرهم بالكفر والشرك وكان خطيبه ثابت بن قيس ابن شماس ﵃ جميعا» (٢)
فهذه الأحاديث والروايات - وهي غيض من فيض - في مجموعها تدل على أنه ﵊ كان يستمع إلى الشعر فيشيد بحسنه ويصوّب خطأه ويحث عليه تعلما وإنشادا بما يُدحَض به الباطل ويظهر الحق كما في حديث البَرَاءِ ﵁ قَال: قَال النَّبِيُّ ﷺ لحَسَّانَ ﵁: " اهْجُهُمْ أَوْ هَاجِهِمْ وَجِبْرِيل مَعَكَ" (٣)
ولا شك أن هذه الإشادة النبوية الكريمة بالشعر الحر النزيه والشعراء الدعاة إلى الخير، هي إشادة بالكلمة الطيبة البنّاءة، وهي كذلك دفعة قوية لباب عظيم من أبواب الأدب الإسلامي المستبصر. وأما ما ورد في ذم الشعر وأن
_________
(١) سنن البيهقي ١٠ / ٢٤١
(٢) زاد المعاد في هدي خير العباد – ص ١٢٨
(٣) متفق عليه: خ: بدء الخلق (٣٢١٣)، م: فضائل الصحابة (٢٤٨٦)
1 / 354