تدريب الدعاة على الأساليب البيانية
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١٢٨-السنة-٣٧
سنة النشر
١٤٢٥هـ
تصانيف
اشتهر من الخطباء في ذلك العهد الميمون ثابت بن قيس ﵁ الذي خطب مقدم النبي ﷺ المدينة وكان يجيب بخطبه على خطباء الوفود التي كانت تقدم المدينة.
ومن الأمثلة على تقويمه للخطباء وتعليمهم مواضع القول حديث عدي ابن حاتم ﵁: أن خطيبا خطب عند النبي ﷺ فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى قال: «قم أو اذهب فبئس الخطيب أنت» وفي رواية أخرى عنه قال: تشهّد رجلان عند النبي ﷺ فقال أحدهما من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله ﷺ: "بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله" (١) فهو هنا ﵊ أنكر عليه تشريكه مع الله في المعصية فقد قال: «ومن يعصهما» ولم يقل ومن يعص الله ورسوله، وهذا درس في التوحيد بليغ.
ولقد كان ﷺ يستمع إلى خطيب الأنصار كثابت بن قيس بن الشماس وإلى شعرائهم، وكانت خطباء الوفود تخطب بين يديه فيستمع ويعلم ويوجه.
(د) تربيته صلوات الله عليه أصحابه على أساليب البيان:
كان يتعهدهم ويوجههم ويصوّب من أخطأ منهم حتى في الدقائق التي قد تخفى على كثيرين، لاسيما ما يمس جناب التوحيد والعقيدة، وكان ذلك شاملا لكل الأشكال التعبيرية البيانية من خطابة وحوار وجدال ... لذا برز عدد غير قليل من الصحابة ﵃ في الخطابة الحوار والجدال وجمعوا في هذه العلوم خصائصها ودقائقها على نحو قل مثيله.
_________
(١) م: الجمعة (٨٧٠)
1 / 341