فهو إذن مبتدأ مستقل.
وأجاز بعض الكوفيين وقوع الفصل في أول الكلام نحو ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، وبين المبتدأ والحال، وحملوا عليه قراءة ﴿هَؤلاءِ بَنَاتِى هنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ﴾ بالنصب، وأبى ذلك البصريون، وإنما اختصت رُبَّ بالصدر من بين حروف الجر لأمرين:
أحدهما: أنها بمنزلة كم في بابها.
والثاني: أنها تشبه حرف النفي والنفي له صدر الكلام، وشبهها بالنفي أنها للتقليل، والتقليل عندهم نفي، ويؤكد الضمير بالضمير نحو "زيد قام هو" "ومررت به هو" "ومررتُ بك أنت".
وقال:
ما لهم استفهموا مخاطِبَهم ... في النكرِ بالحرفِ عِنْدما وَقفوا
وأسقطوا الحرفَ في المعارِف والـ ... وصْلِ ومن بعدِ ذا قَدِ اختَلفُوا
وواحدٌ خاطبوا بتثنيةٍ ... وواحدٌ اثنين عَنه قد صَدفوا
إنما أتوا بالعلامة في النكرة ليفرقوا بينه وبين المعرفة، وذلك من أجل أن الاستفهام في المعرفة ليس معناه معنى الاستفهام في النكرة، لأن الاستفهام في المعرفة عن الصفة والاستفهام في النكرة عن العين، فلما اختلف المعنى خالفوا بينهما في اللفظ.
وإنما لحقت العلامة في الوقف دون الوصل لأن وصل الكلام يفيد المراد، فلم يحتج إلى العلامة فيه، ولأن الوقف موضع التغيير فكانت العلامة فيه من جملة تغييراته، وإنما لم تلحق هذه العلامات المعرفة
1 / 32