التيجان في ملوك حمير
محقق
مركز الدراسات والأبحاث اليمنية
الناشر
مركز الدراسات والأبحاث اليمنية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٣٤٧ هـ
مكان النشر
صنعاء - الجمهورية العربية اليمنية
تصانيف
التاريخ
ثم طغى عليه البحر فبنى منارة أخرى ونصب عليها صنمًا عقدًا. فلم يزل يسير في المحيط وكلما عبر وزفر عليه بنى منارة وعقد عقدًا حتى انتهى إلى عين الشمس فوجدها تغرب في عين حمأة في البحر المحيط ووجد من دونها جزائر فيها أمم لا يفقهون ما يقولون ولا ما يقال لهم فقال ذو القرنين: من رمى بكم ها هنا؟ فقالوا له: سبأ، فأخذهم ذو القرنين فأراد قتلهم قال له الخضر: يا ذا القرنين ﴿إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنًا، قال: أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابًا نكرًا، وأما من آمن وعمل صالحًا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرًا ثم أتبع سببًا﴾ حتى بلغ وادي الرمل وأقبلت الشمس حتى سقطت في العين الحمأة، فكاد يهلك ويهلك جميع من معه من حر الشمس. فلما أتى وادي الرمل وجده يسيل بالرمل كالجبال الرواسي فرام أن يعبره فلم يطق، وأقام عليه أربعة أيام حتى دخل عليه السبت فسبت وأمر عمرو بن يعفر الحميري فعبر وادي الرمل في عشرين ألفًا فمضى حتى غاب عنه فلم يرجع إليه من عنده أحد، ثم أمر زهير بن مالك الحميري فعبر في عشرة آلاف رجل وقال له: يا زهير انظر إليه عمرو ومن معه وانصرف ولا تمض فعبر زهير فلما صار إلى مكان عمرو ولى بمن معه. فلم يرجع إليه من عنده أحد وغاب عنه، فلما رأى أن عمرًا ذهب وذهب زهير فلم يرجعا بمن معهما علم إنه علم مغيب عنه فقال للمسقر بن حوشب يا مسقر أنت أعظم رجالي عندي وارجاهم فاعبر وارجع إلي بما رأيت وما صار إليه عمرو وزهير، فعبر المسقر في خمسة آلاف رجل، فلما عبر وصار مكان عمرو وزهير مضى جميع من معه مستعجلين، ووقف المسقر مكانه لا يرجع ولا يذهب حتى غشيه الليل وسقطت الشمس فأصبح الوادي يوم الأحد
1 / 98