216

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

تصانيف

التفسير

[قوله تعالى: واذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب

يذبحون ابناء_كم ويستحيون نساء_كم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم(49)]

تفسير التبيان ج1

وقوله: " ان ينصركم الله فلا غالب لكم "(1) أي بالمعونة التي توجب الغلبة، لان الله تعالى يقدر على اعطائهم ما يغلبون به كل من نازعهم، ويستعلون على كل من ناوأهم وحد النصرة: المعونة على كل من ظهرت منه عداوة، وقد تكون المعونة بالطاعة فلا تكون نصرة والفرق بين النصرة والتقوية ان التقوية قد تكون على صناعة والنصرة لا تكون الا مع منازعة.

فاما قولهم: لا قبل الله منهم صرفا ولا عدلا فقال الحسن البصري: الصرف: العمل والعدل: الفدية وقال الكلبي: الصرف: الفدية والعدل: الفريضة وقال ابوعبيدة: الصرف: الحيلة والعدل: الفدية وقال ابومسلم: الصرف: التوبة والعدل: الفداء.

قوله تعالى: واذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم(49)

آية بلا خلاف

هذه الآية عطف على ما تقدم من قوله " اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم " ف_" اذا " ههنا متعلقة بذلك كأنه قال اذكروا نعمتي عليكم اذ نجيناكم من آل فرعون ونظيره " والى ثمود اخاهم صالحا "(2) لما تقدم ما يدل على " ارسلنا " وهو قوله: " لقد ارسلنا نوحا إلى قومه "(3) فكأنه قال: وارسلنا إلى ثمود اخاهم صالحا والخطاب وان كان متوجها إلى الحاضرين في الحال، فالمراد به من سلف لهم من الآباء كما يقول القائل: هزمناكم يوم ذي قار، وقتلناكم يوم الفجار(4) وانما يعني الاسلاف قال الاخطل يهجو جريرا:

ولقد سما لكم الهذيل قتالكم

باراب حيث يقسم الانفالا(5)

وجرير لم يلحق هذيلا

---

(1) آل عمران: آية 160.

(2) سورة الاعراف: آية 72.

(3) سورة الاعراف آية 58.

(4) في المطبوعة والمخطوطة " الجفار ".

(5) ديوانه، ونقائض جرير والاخطل، والهذيل هذا هو ابن بهرة التغلبي غزا بنى يربوع باراب " وهو ماء لبني رياح بن يربوع " وبني تيم تفزع اولادها باسمه والانفال: الغنائم وفي المطبوعة والمخطوطة " نفيتم " بدل يقسم.

صفحة ٢١٥