148

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

تصانيف

التفسير

تفسير التبيان ج1

العين: أبى يأبى إباه إذا ترك الطاعة ومال إلى المعصية كقوله: " فكذب وابى " وكل من ترك أمرا ورده فقد أباه ورجل أبي وقوم أبيون وأباة(1).

قال الشاعر: اباة الضيم من قوم اباة

وليس الاباء بمعنى الكراهة، لان العرب تتمدح بأنها تأبى الضيم ولا تتمدح في كراهة الضيم، وانما المدح في المنع منه كقوله: " ويأبى الله إلا أن يتم نوره " أي يمنع الكافرين من اطفاء نوره والاستكبار والتكبر، والتعظم والتجبر نظائر وضدها التواضع يقال كبر كبرا وأكبر اكبارا، واستكبر استكبارا، وتكبر تكبرا، وتكابر تكابرا وكابره مكابرة، وكبره تكبرا.

قال صاحب العين: الكبر: العظمة والكبر والكبر: الاثم الكبير جعل اسما من الكبيرة كالخطيئة والخطئ وكبر كل شئ معظمه والكبر مصدر الكبير في السن من جميع الحيوان فاذا أردت الامر العظيم قلت كبر: كبر هذا الامر كبارة والكبار في معنى الكبير ويقال اكبرت الشئ: اذا أعظمته ومنه قوله: " فلما رأيته اكبرنه " والتكبير في الصلاة تفعيل من قولهم: الله اكبر واصل الباب الكبر وهو العظم ويقال على وجهين: كبر الجثة وهو الاصل وذلك لا يجوز عليه تعالى وكبر الشأن والله تعالى الكبير من كبر الشأن وذلك يرجع إلى سعة مقدوره ومعلومه وتحقيقه انه قادر على ما لا يتناهى من جميع الاجناس المقدورات وعالم بكل معلوم والاستكبار: الانفة مما لا ينبغي أن يوقف منه وموضع " إذ " من قوله: " إذ قلنا " نصب، لانه عطف على " إذ " الاولى كأنه قال: واذ أراد.

وقال ابوعبيدة لا موضع لها من الاعراب لانها زائدة وانشد:

حتى اذا أسلكوهم في قتائدة

شلا كما تطرد الجمالة الشردا(2)

وقال: المراد واستشهد به على وجهين كل واحد منهما نقيض الآخر فأحد

---

(1) في المطبوعة " خفيف " بعد اباة وفي الهامش ذكروها " عفيف " على وجه الاستعمال.

(2) مر القول في هذا البيت.

صفحة ١٤٧