التبيان تفسير غريب القرآن

ابن الهائم ت. 815 هجري
170

التبيان تفسير غريب القرآن

محقق

د ضاحي عبد الباقي محمد

الناشر

دار الغرب الإسلامي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

بيروت

وسمّيت جزية لأنها قضاء منهم لما عليهم، ومنه لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا «١» أي لا تقضي ولا تغني. ٢٤- عَنْ يَدٍ [٢٩]: أي عن قهر. وقيل: عن مقدرة منكم عليهم وسلطان، من قولهم: يدك عليّ مبسوطة، أي قدرتك وسلطانك. وقيل: عن يد وإنعام عليهم بذلك لأن أخذ الجزية منهم وترك أنفسهم نعمة عليهم، ويد من المعروف جزيلة. ٢٥- يُضاهِؤُنَ «٢» [٣٠]: يشابهون. المضاهاة: معارضة الفعل بمثله، يقال: ضاهيته، إذا فعلت مثل فعله. ٢٦- يُؤْفَكُونَ [٣٠]: يصرفون عن الخير. ويقال: يؤفكون: يحدّون، من قولك: رجل محدود: أي محروم. ٢٧- يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ [٣٤] كلّ مال أدّيت زكاته فليس بكنز، وإن كان مدفونا. وكلّ مال لم تؤدّ زكاته فهو كنز، وإن كان ظاهرا، يكوى به صاحبه يوم القيامة. ٢٨- إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ [٣٧] النّسيء: تأخير [تحريم] «٣» المحرّم، وكانوا يؤخّرون تحريم شهره ويحرّمون غيره مكانه لحاجتهم إلى القتال فيه، ثم يردّونه إلى التّحريم في سنة أخرى، كأنهم يستنسئونه ذلك ويستقرضونه [زه] كما قال تعالى: يُحِلُّونَهُ عامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عامًا [٣٧] وفيه أن الذّنب في الوقت الشريف أعظم عقوبة لعموم تحريم قتالهم. ٢٩- لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ [٣٧]: أي ليوافقوها. يقول: إذا حرّموا من الشّهور عدد الشهور المحرّمة لم يبالوا أن يحلّوا الحرام ويحرّموا الحلال. ٣٠- اثَّاقَلْتُمْ [٣٨]: أي تثاقلتم. ٣١- إِذْ هُما فِي الْغارِ [٤٠]: هو نقب في الجبل.

(١) سورة البقرة، الآيتان: ٤٨، ١٢٣. (٢) هذه قراءة جميع الأربعة عشر عدا عاصما الذي قرأ بكسر الهاء وهمزة مضمومة بعدها واو يُضاهِؤُنَ (الإتحاف ٢/ ٩٠) . (٣) زيادة من نزهة القلوب ١٩٦.

1 / 181