التبيان تفسير غريب القرآن
محقق
د ضاحي عبد الباقي محمد
الناشر
دار الغرب الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ
مكان النشر
بيروت
٤٧١- لَا انْفِصامَ [٢٥٦]: لا انقطاع.
٤٧٢- فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ [٢٥٨]: انقطع وذهبت حجّته. وبهت «١» كذلك (زه) والبهت: الحيرة عند استيلاء الحجّة، والبهت أيضا: مواجهة الرجل بالكذب عليه [٢٢/ أ] .
٤٧٣- خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها [٢٥٩]: خالية قد سقط بعضها على بعض (زه) ويقال: خاوية على بعض. ويقال: خاوية على ما فيها من العروش. والعروش:
السّقوف، أي يسقط السّقوف ثم تسقط عليها الحيطان.
٤٧٤- لَمْ يَتَسَنَّهْ [٢٥٩] يجوز إثبات الهاء وإسقاطها من الكلام، فمن قال:
سانهت فالهاء من أصل الكلمة، ومن قال: سانيت، فالهاء لبيان الحركة، ومعنى لَمْ يَتَسَنَّهْ لم يتغير بمرّ السّنين عليه، قال أبو عبيدة: ولو كان من الأسن لكان يتأسّن «٢» . وقال غيره «٣»: لَمْ يَتَسَنَّهْ: لم يتغيّر، من قوله: حَمَإٍ مَسْنُونٍ «٤» أي متغيّر، وأبدلوا النّون من يتسنّن ياء، كما قالوا: تظنّيت. وتقضّي البازي، يريد تقضّض، وحكى بعض العلماء: سنه الطعام: أي تغيّر (زه) وقيل: معناه لم يأت عليه سنة، وإثبات الهاء وحذفها على الخلاف في لام سنة، فمن قال أصلها سنهة وجعل المسانهة منها أثبتها، ومن جعل أصلها سنوة حذفها.
٤٧٥- نُنْشِزُها [٢٥٩]: نرفعها إلى مواضعها، مأخوذ من النّشز، وهو
_________
(١) الكلمة تنطق بضم الهاء وكسرها مع فتح الباء فيهما بالدلالة التي تعنيها «بهت» بضم الباء وكسر الهاء بمعنى: انقطع وسكن متحيرا، وهي القراءة العامة. أمّا بهت فقرأ بها أبو حيوة شريح بن يزيد. وأما بهت فيذكر الأخفش أنه قرئ بها. (المحتسب ١/ ١٣٤) وأما بهت بفتح الباء والهاء فقد قرأ بها ابن السميقع اليماني ونعيم بن ميسرة (المحتسب ١/ ١٣٤) لكن الفعل في صيغته هذه، وهي فتح الباء والهاء، فعل متعدّ لا يؤدي دلالة «بهت» وكذلك «بهت» و«بهت» وكل منها فعل لازم بمعنى انقطع وسكن متحيرا. ولكي تكون القراءة موائمة مع تعدّي الفعل قدّر أن المراد: فبهت إبراهيم الكافر. (المحتسب ١/ ١٣٥) .
ذلك إلى أن «بهت» يجوز أن تكون لغة في «بهت» (اللسان والتاج: بهت، وانظر: المحتسب ١/ ١٣٥) فتوافقها حينئذ، أي إنها فعل لازم بمعنى: انقطع، وسكن متحيرا.
(٢) المجاز ١/ ٨٠ باختلاف في العبارة.
(٣) هو أبو عمرو الشيباني (كما في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١/ ٩٥، وبهجة الأريب ٥٥) وهو إسحاق ابن مرار كان واسع العلم باللغة والشعر، ثقة في الحديث. من كتبه الجيم في اللغة. توفي سنة ٢٠٦ هـ وقيل غير ذلك (بغية الوعاة ١/ ٢٣٩، ٢٤٠) .
(٤) سورة الحجر، الآيات ٢٦، ٢٨، ٣٣.
1 / 114