التبر المسبوك في نصيحة الملوك
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
وأجود الأقلام ما كان مستقيمًا أصفر اللون رقيق الوسط، والقلم المحرف من جانبه الايمن يصلح للخط العربي والفارسي والعبري واللسان الدري يجب أن يكون قلمه محرفًا من الجانب الأيسر، وخير الأقلام ما وصفه يحيى بن جعفر البرمكي في كتاب كتبه إلى يحيى بن ليث قلم لا غليظ ولا رقيق وسطه دقيق، يجب أن تكون السكين التي يبرى بها الأقلام في غاية الحدة وان تكون براية القلم على شكل منقار الكركي محرفًا من الجانب الايمن، وينبغي أن يكون المقط الذي يقط عليه في غاية الصلابة، ويجب أن تكون الانقاش فارسية خفيفة الوزن والكاغد صقيلًا متساويًا وان يجوز مده لانه يتوحش بذلك الخط وأن تكون صور الحروف يشبه بعضها بعضًا ولا يقدر ذلك إلا حكيم عاقل أو من تعودت بذلك أنامله.
وكان عبد الله بن رافع كاتبًا لامير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقال كنت أكتب يومًا فقال لي أمير المؤمنين ألق دواتك وأطل جلفة قلمك ووسع ما بين السطور واجمع ما بين الحروف وكان عبد الله بن جبلة كاتبًا محسنًا فقال لغلمانه لتكون أقلامكم بحرية فإن لم تكن بحرية فلتكن صفرًا واقطعوا عقد الأقلام لئلا تنعقد الأمور، ولا يجوز انفاذ كتاب بغير ختم فإن كرم الكتاب ختمه.
وقال عبد الله بن عباس في تفسير قوله تعالى: (أنِي ألقِي إِلي كِتَابٍ كَرِيمٍ) . أي مختوم. وأمر النبي ﷺ أن يكتب كتابًا إلى العجم وقال انهم لا يريدون كتابًا بغير ختم فختمه بخاتمه المبارك وكان عليه ثلاثة أسطر محمد رسول الله. خبر روى صخر بن عمرو أن رسول الله ﷺ لما كتب كتابًا إلى النجاشي
1 / 91