التبر المسبوك في نصيحة الملوك
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
وقال ﷿ في موضع آخر: (الذي أنزلَ الكِتَابَ بِالحقِ والمِيزانِ) وأحق الناس بالجاه والمملكة من كان في قلبه مكان للعدل، وبيته مقر ذوي الدين والفضل، ورأيه من أرباب الدين والعقل، وصحبته مع العقلاء، ومشورته مع ذوي الآراء. كما قال الشاعر:
يدُه خِزَانة جُودِه ... والقلبُ خازنُ قصدهِ
قد رتبًت أبوابهَ ... أبدًا لطلبِ عدلهِ
قال الحسن البصرى كل ملك عظم أمر الدين كان عند رعيته مهيبًا عظيم القدر والأمر ومن عرف الله تعالى تعرف الخلق به واختاروا أن يكونوا معارفه كما قال الشاعر:
من عرفَ اللَهُ تعالىَ اسُمَهِ ... آثرَ كُلُ الخلق عرفاتَه
طُوبي لمن أول ما حازهُ ... معرفة الخالق سُبحانه
قال بزر جمهر ينبغي للملك أن لا يكون في مملكته أقل من البستاني ف حفظ بستانه إذا زرع الريحان ونبت بينه الحشيش إستعجل في قلع الحشيش كيلًا يضبط أماكن الريحان.
قال أفلاطون علامة السلطان لامظفر على العدو أن يكون قويًا في نفسه لازمًا لصمته مفكرًا في رأيه وتدبيره بقلبه وان يكون عاقلًا في ملكه شريفًا في نفسه حلوًا في قلوب الرعية رفيقًا في سائر أعماله، مجربًا لعهد من تقدمه خبيرًا بأعمال من هو أقدم منه صلبًا في دينه وعزمه. وكل ملك تجمعت فيه هذه الخلال، وحصلت له هذه الخصال، كان في عين عدوه مهيبًا، ولا يجد العائب له معيبًا، إذا كان الملك يرى أن حوله وقوته بالله جلت قدرته وإن كان عدوه قويًا فإنه يظفر به وينتصر عليه، مثاله قول الله ﷿ (كم مِن فئةٍ قليلةِ غلبًت فئةً كثيرة بإذنِ اللهِ والُله مع الصابرينَ) .
نكتة: قال سقراط الحكيم علامة السلطان الذي يدوم ملكه أن يكون
1 / 72