248

الطب النبوي لابن طولون

تصانيف

وأخرج أبو نعيم عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: دخلت امرأة بابن لها على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تعالجه من العذرة فأدمين فم الصبي فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى الصبي سال فوه دما قال: ويلكن لا تقتلن أولادكن ثلاثا ثم قال: إذا عالجتم ثمل هذا أو شبه فلتأخذ قسطا بحريا ثم لتعمد إلى حجر فلتحكه عليه ثم لتقطر عليه قطرات من زيت وماء ثم ليعالج ينجح العمل ثم لتوجوه إياه فإن فيه شفاء من كل داء إلا السام.

وأخرج أبو نعيم عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خير ما تداوى به الناس الحجامة والقسط البحري ولا تعذبوا أولادكم بالغمز عليكم بالقسط البحري.

قال ابن القيم: العذرة إنما يعرض للصبيان غالبا، وكانوا يعالجون أولادهم بغمز اللهات فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وأرشدهم إلى ما هو أنفع للأطفال وأسهل عليهم. والقسط البحري المذكور في الحديث، هو: العود الهندي وهو الأبيض منه، وهو حلو. وفيه منافع عديدة وفيه تجفيف ويشد اللهات ويرفع شكلها إلى مكانها وقد يكون نفعه في هذا الداء بالخاصية قال الخلال قلت: حصل هذا الألم لولد لي فدعيت له امرأة من غير علمي فغمزته فغشي عليه، فأعلمت بذلك فمنعت منه، ثم استعملت له القسط فبرأ في يومه - انتهى.

صفحة ٢٦٢