وأيضا بعض الحيوان ثابت على صورة واحدة، وبعضه متغير. فأما الحيوان الثابت على صورته فمأواه الماء. وأما الحيوان البرى فليس بثابت، بل يتغير. وبعض الحيوان يعيش فى الماء لأنه لاصق بصخرة مثل أجناس الحلزون. وفيما يظن للسفنج — وهو العام — شىء من الحس؛ والدليل على ذلك أنه لا ينجذب ولا يفارق الصخرة التى هو بها لاصق إن لم يحركه ويجذبه أحد بغتة، كما يزعم أهل الخبرة. وبعض الحيوان لاصق بصخرة وهو مرسل إذا طلب الطعام، مثل الجنس الذى يسمى باليونانية أقاليفى: فإن منه ما يبرز عن موضعه ليلا، ويرعى، ثم يرجع إليه. وكثير من الحيوان مرسل وليس بمتحرك عن مكانه مثل الحلزون، والتى تسمى باليونانية هلوثوريا. وبعضه يغوص برأسه مثل السمك والذى يسمى مالاقيا وكل ما كان جرمه لينا مثل الذى يسمى قاربو. وبعض الحيوان سيار مثل جنس السراطين، فإن طباعه طباع مائى، وهو سيار، وبعضه مشاء.
ومن المشاء ما هو طيار، وما يمشى على بطنه مثل مشى الدود وحركته. فأما جميع الطير فإنه يمشى. وكل ما كان جناحه من جلد يمشى أيضا، مثل الوطواط، لأن له رجلين. وبعض الطير ردىء الرجلين، ولذلك يقال إنه ليس له أرجل، مثل الخطاف، وهو طائر جيد الجناح. وكل ما يشبهه من الطير جيد الجناح ردىء الرجلين. وصورها جميعا متشابهة. فأما صنف منها — وهو الذى يقال له دريفانيس فإنه لا يظهر إلا بعد المطرة التى تكون فى أجزاء الصيف. وفى ذلك الأوان يظهر ويبدو. وجنس هذا الطائر قليل جدا، ولذلك لا يظهر إلا فى الحين مرة. 〈ومعظم الحيوان قادر على السباحة والمشى〉.
صفحة ١٢