إن بعض أجزاء أجساد الحيوان تسمى غير مركبة، وهى الأجزاء التى تجزأ فى أجزاء يشبه بعضها بعضا (مثل ما يجرى بصفة لحم فى بضاع شتى)؛ وبعض أجزائها تسمى مركبة، وهى التى تجزأ فى أجزاء لا يشبه بعضها بعضا (مثل اليد، فإن اليد لا تجزأ فى أيد كثيرة، ولا الوجه فى أوجه كثيرة). وبعض ما كان على مثل هذه الحال لا يقال له جزء فقط، بل يسمى عضوا أيضا، وذلك مثل الأعضاء اللواتى هى كليات وفيها أجزاء أخر مثل الرأس والساق واليد وجميع العضد والصدر. فإن جميع هذه الأعضاء يقال لها كليات، ولها أجزاء أخر. وجميع الأجزاء التى لا يشبه أجزاؤها بعضها بعضا مركبة من التى أجزاؤها يشبه بعضها بعضا، مثل اليد: فإنها مركبة من جسم وعصب وعظام. 〈الفوارق بين الأجزاء〉 وجميع الأعضاء اللائى فى بعض أجناس الحيوان 〈إما أن〉 يشبه بعضها بعضا 〈أو〉 قد تختلف فى بعضها. فالأعضاء التى يشبه بعضها بعضا بالصورة مثل ما نقول إن أنف فلان يشبه أنف فلان، وعين فلان تشبه عين فلان، واللحم شبيه بلحم، والعظم يشبه بعظم: وبمثل هذا الفن يقال إن الفرس يشبه [٢] الفرس، وما كان من سائر أصناف الحيوان الذى يتفق بصورته. وذلك من أجل أنه كمثل ملاءمة الكل إلى الكل، كذلك ملاءمة كل واحد من الأجزاء إلى كل واحد من الأجزاء. وبعضها فى الاتفاق على مثل هذه الحال، ولكن اختلافها يكون من قبل الزيادة والنقص، وذلك يعرض لأصناف الحيوان المنسوبة إلى جنس واحد. وإنما أقول: جنس واحد، مثل الطائر والسمكة، فإن كل واحد من هذين يختلف بالجنس، وفى الطائر أصناف كثيرة، وفى السمك كمثل. وكثرة أعضائها تختلف من قبل ضديات خواصها، مثل اللون والشكل: فإن ذلك يعرض لبعضها أكثر، ولبعضها أقل. وتختلف أيضا بالكثرة والقلة، والعظم والصغر، وبقول كلى: بالزيادة والنقص، لأن بعضها لينة اللحم؛ وبعضها جاسية اللحم؛ ولبعضها منقار طويل، ولبعضها منقار قصير؛ وبعضها كثير الريش، وبعضها قليل الريش. وأيضا لبعضها أعضاء [أخر]، ولبعضها أخر. وذلك بين، من قبل أن لبعضها قنزعة على رؤسها، وليس لبعضها؛ ولبعضها ناصية، وليس لبعضها؛ ولبعضها عرف، وليس لبعضها. وبقول عام: أكثر الأعضاء التى منها ركبت أعظام الأجساد إما أن تكون هى فهى، وإما 〈أن〉 تختلف بالضديات والزيادة والنقص، فإن الأكثر والأقل يقال 〈عليه〉: زيادة ونقص. وليس لبعض الحيوان أجزاء هى فهى بالصورة، لا بالزيادة والنقص، بل بالملائمة التى تكون للعظم إلى الشوكة، وللظفر إلى الحافر ولليد إلى الزناقة، والريش إلى القشر فإنه بقدر ما يكون الريش فى الطير كذلك يكون القشر فى السمك. فبهذا النوع يقال إن أعضاء جميع الحيوان تختلف. وأيضا يختلف بعض أعضائها من قبل الوضع، فإن لبعض الحيوان أعضاء متفقة هى فهى؛ ولكن وصفها مختلف، وذلك مثل ما أقول إن ثدى بعض الحيوان فى الصدر وثدى بعضها فى البطن قريبا من الفخذين.
صفحة ٨