149

كتاب أرسطوطاليس في معرفت طباع الحياوان

تصانيف

〈والحيوان〉 الذى يسمى اسطاقوس لونها إلى البياض ما هو، مع سواد فيها شبيه بالبقع، ورجلاها السفلية التى بعد الرجلين العظميين فعددها ثمانية، وبعدها الرجلان العظيمتان التى هى أعظم من الأخرى جدا، وأطرافها أعرض من أطراف رجلى قرابوس (ϰαραβοσ)، غير أنها مختلفة أيضا، لأن الجزء العريض من طرف الرجل اليمنى إلى الطول ما هو، مع دقة، وأما طرف الرجل اليسرى فغليظ مستدير. [٨٧] وأطرافها مشقوقة مثل اللحيين، وفيها أسنان من فوق ومن أسفل. والأسنان التى فى الناحية اليمنى صغيرة جميعا، مختلفة حادة، يطبق بعضها على بعض لحال اختلافها. فأما فى الناحية اليسرى ففى الطرف أسنان حادة مختلفة، وفى الأصل أوساط مثل أضراس، وفى الناحية السفلى أربع أسنان يتلو بعضها بعضا؛ ومن الناحية العليا ثلاث أسنان مفترقة وهى تجزىء الجزء الأعلى وتشده على الجزء الأسفل، وكلاهما من الناحية السفلى أفطس، كأنها خلقت على مثل هذا الحال لأخذ الطعم وضبطه وفوق الآخر سنان آخران حادان، وتحت هذه الأسنان الآذان التى تلى الفم، وهى تحرك تلك الآذان أبدا. وهذا الحيوان يجذب ويأتى برجليه الإثنتين إلى فيه. — وأسنانه شبيهة بأسنان الحيوان الذى يسمى قرابوس، وفوقها القرون الطوال، غير أنها أقصر وأدق من قرون قرابوس جدا، وله أربعة قرون أيضا منظرها شبيه بمنظر القرون الأخر، غير أنها أقصر وأدق. وفوقها تكون العينان ضعيفتين صغيرتين ليستا بعظيمتين مثل عينى قرابوس. فأما الجزء الذى فوق العينين فحاد خشن شبيه بجبهة أعظم من جبهة قرابوس. وبقول عام، وجه هذا الحيوان أحد من وجه قرابوس وغيره. فأما صدره فهو أعرض من صدر قرابوس جدا، وجميع جسده شبيه بخلقة لحم لين ألين من لحم غيره. فأما الأربع الأرجل من الثمانية فهى مشقوقة الأطراف. فأما الأرجل التى تلى العنق فهى مشقوقة فى كل ناحية 〈إلى خمسة مقاطع، والسادس هو〉 الجزء العريض 〈النهائى مع فصوصه الخمسة〉. وفيما يلى الناحية الداخلة 〈التى فيها تضع الأنثى بيضها، تكون الأجزاء مزودة بشعر〉، وهى أربعة أرجل من ناحية البطن حيث يكون بعضها؛ ولجميع ما وصفنا من الناحية الخارجة شوكة قائمة مستقيمة. فأما سائر الجسد وما يلى الصدر فأملس ليس بخشن مثلما يكون لقرابوس؛ وإنما له شوك عظيم فى رجليه التى هى أكثر من غيرها فيما يلى الناحية الخارجة منها. وليس فيما بين الذكر والأنثى اختلاف ظاهر ألبتة، غير ان زناقى الذكر أعظم.

وهى تقبل ماء البحر بأفواهها ثم تلقيه إذا غلقت أفواهها قليلا [٨٨] قليلا. ولأصناف السراطين والقرابوى أعضاء فى أفواهها شبيهة بآذان (= بخياشيم branchies)، غير أنها كثيرة.

وهنالك شىء مشترك يكون فى جميعها: فلكل ما ذكرنا سنان، وخاصة لقرابوى وأفواها مخلوقة خلقة قريبة من خلقة اللحم، وهى تستعمل ذلك اللحم مكان اللسان. وبعد اللحم البطن لاصق بفم المعدة. فأما ما كان من صنف قرابوى فأفواه معدها صغار قبل بطونها، ومن البطن يخرج معى وينتهى — فيما كان من أصناف قرابوى وأصناف القريدس — إلى المكان الذى منه تخرج الفضلة والمكان الذى فيه يبيض البيض. فأما السراطين [cancrides] فعلى بطونها أبواب تنفتح وتنغلق، وبيض إناثها يكون فى المعى، وذلك المعى يكون فى جميعها أقل وأكثر 〈ويسمى موطس أو ميقون〉.

صفحة ١٦١