140

كتاب أرسطوطاليس في معرفت طباع الحياوان

تصانيف

ونحن نبدأ بصفة أعضاء الحيوان الذى يسمى باليونانية ملاقيا (μαλαϰεα) فإن له من الأعضاء التى فى خارج جسده الرجلين والرأس وما كان بينهما، وله جناحان. ورءوس هذا الصنف [٨٠] تكون فيما بين الرجلين والبطنين. ولجميع الحيوان الذى من هذا الصنف ثمانى أرجل مفصلة بفصلين، ما خلا جنسا واحدا وهو الجنس الذى يسمى الكثير الأرجل والجنس الذى يسمى باليونانية سبيا والذى يسمى طويثيدس والذى يسمى طوثوى 〈إذ تتميز〉 بشىء خاص ليس هو لغيرها، أعنى خرطومين طويلين أطرافهما جاسية ولها فصلان: وبهما تأخذ طعمها وتذهب به إلى أفواهها؛ وإذا كان الشتاء شديد البرد تلصق بالصخرة وتحرك تلك الخراطيم مثل المجاذيف. وتستعمل بعض رجليها مثل الجناحين (= الزعانف). 〈وأرجلها جميعا مزودة بفصول ventouses〉.

وهى أيضا تستعمل أرجلها مثل يدين ورجلين. وإنما تذهب بالطعم إلى أفواهها بالرجلين اللتين فوق أعينها؛ فأما رجلاها التى أطرافها حادة جدا فلونها إلى البياض ما هو، وأطرافها مشقوقة باثنين، وأصلها ناحية الفقار: وإنما يسمى «فقارا»: الجزء الأملس منه، وبهذين الرجلين يشتد ويلتوى عند أوان سفادها.

وفى الناحية التى تعلو أرجلها عضو شبيه بأنبوب به تدفع الرطوبة التى تصل إلى أجوافها من البحر، وربما أمالت ذلك الأنبوب إلى الناحية اليسرى، وربما أمالته إلى الناحية اليمنى؛ ومن هذا العضو تلقى الذكورة زرعها.

وهى تسبح على الجنب، أعنى على العضو الذى يسمى «الرأس»، وتبسط أرجلها، ويعرض عند ذلك لها عرض لا يعرض لغير هذا الجنس من أجناس الحيوان، لأنها تكون ناظرة إلى ما بين أيديها من أجل أن أعينها فوق رءوسها وتكون أفواهها من خلف، وأما رءوسها ما دامت فى الحياة فهى جاسية كأنها منتفخة متورمة. وهى تقبض وتأخذ وتلدغ بأرجلها؛ والصفاق الذى بين رجليها ممتد؛ فإذا وقعت فى الرمل لا تقوى على ضبط شىء ألبتة.

صفحة ١٥١