الطريق فلمَّحوا المقصد، فقرب عليهم البعيد، وكلما أمرت لهم الحياة حلي لهم تذكر: ﴿هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [سورة الأنبياء، آية: ١٠٣] (١).
وقال القاسم بن أبي أيوب: «سمعت ابن جبير يردد هذه الآية في الصلاة بضعًا وعشرين مرة: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ﴾ [سورة البقرة الآية: ٢٨١]» (٢).
لله ساهر ليله ما يهجع ... وجل الفؤاد من الذنوب مصدع
يبكي بدمع ساكب هفواته ... والليل في جلباته متبرقع
ندمًا على ما كان من عصيانه ... ملكًا تذل له الملوك وتخضع
يا رب، ما للذنب غيرك غافر ... وإليك منه يا إلهي المفزع
يا رب عبدك ضارع فاغفر له ... ما لم يزل يدعوك فيه ويضرع (٣)
قيل لبعضهم: كيف الليل عليك؟ فقال: ساعة أنا فيها بين حالتين، أفرح بظلمته إذا جاء وأغتم بفجره إذا طلع، ما تم فرحي به
_________
(١) الفوائد ٦٠.
(٢) صفة الصفوة ٣/ ٧٧.
(٣) عقود اللؤلؤ ٥١.
1 / 24