أما الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري فقد استخلص لك من رحيق هذه الأقوال عبيرًا يُعطرّ به الأسماع إذ يقول: (واجب على كل مؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت رسول الله ﵌ بني هاشم، علي بن أبي طالب وولده وذريته وفاطمة وولدها وذريتها، والحسن والحسين وأولادهما وذريتهما، وجعفر الطيار وولده وذريته، وحمزة وولده (١)، والعباس وولده وذريته ﵃، هؤلاء أهل بيت رسول الله ﵌، واجب على المسلمين محبتهم وإكرامهم واحتمالهم وحسن مداراتهم، والصبر عليهم والدعاء لهم، فمن أحسن من أولادهم وذراريهم فقد تخلّق بأخلاق سلفه الكرام الأخيار الأبرار، ومن تخلق منهم بما لا يحسن من الأخلاق دُعي له بالصلاح والصيانة والسلامة، وعاشره أهل العقل والأدب بأحسن المعاشرة، وقيل له: نحن نجلك عن أن تتخلق بأخلاق لا تشبه سلفك الكرام الأبرار، ونغار لمثلك أن يتخلق بما نعلم أنّ سلفك الكرام الأبرار لا يرضون بذلك، فمن محبتنا لك أن نحب لك أن تتخلق بما هو أشبه بك وهي الأخلاق الشريفة الكريمة، والله الموفق لذلك) (٢).
_________
(١) لحمزة بن عبد المطلب ﵁ من الذكور: (عمارة) أمه خولة بنت قيس بن فهد الأنصاري، و(يعلى) أمه أنصاريا الأوسية، قال ابن عبد البر: (كان له ولأخيه يعلى عند وفاة النبي ﵌ أعوام ولا أحفظ لواحد منهما رواية، وكان حمزة يُكنى أبا عمارة، قلت-الكلام لابن عبد البر-: هو أكبر ولده فإن كان عاش بعده فله صحبة، فإنّ حمزة استشهد قبل النبي ﵌ بست سنين وأشهر)، ولحمزة ﵁ من الإناث (سلمى) و(أمامة) وهن صحابيات، وقد انقطع عقب حمزة ﵁ بموت أبنائه دون عقب "الاستيعاب لابن عبد البر ١/ ٣٥٣".
(٢) كتاب الشريعة ص٨٣٢
1 / 54