المستحبات ويفعل بعض المكروهات (ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) وهو الفاعل للواجبات والمستحبات التارك للمحرمات والمكروهات وبعض المباحات. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ قال: هم أمة محمد ﷺ ورثهم الله تعالى كل كتاب أنزله، فظالمهم يُغفر له ومقتصدهم يُحاسب حسابًا يسيرًا وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب) (١).
إنّ الله تعالى قد وصف أمة محمد ﵌ بأصنافها الثلاثة المذكورة في الآية بأنها خير أمة أخرجت للناس دون استثناء لصنف منها من هذه الخيرية على باقي الأمم فقال عزّ من قائل ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَامُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله﴾ (٢) ووصفها بالأمة الوسط الشهيدة على الأمم السابقة فقال ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ (٣) فأي عجب في أن تكون أمة محمد ﵌ المثني عليها والمرحومة هي وارثة الكتاب من بعد نبيها؟!
وأي غرابة في أن يذكر الله تعالى اصطفاء هذه الأمة لوراثة الكتاب من بعد نبيها ﵌، وقد كانت الأمم السابقة ترث كتب أنبيائها وتقوم فيها؟
لقد أشار القرآن الكريم إلى هذه السنة الإلهية القائمة في السابقين في سورة غافر بقوله
(١) تفسير القرآن العظيم ٣/ ٥٦٢
(٢) سورة آل عمران آية ١١٠
(٣) سورة البقرة آية ١٤٢
1 / 247