فبتأمل الفرق بين الإمام والنبي والرسول والذي ورد بروايات شيعية عن الأئمة المعصومين في معتقد الإمامية، نلحظ مفارقة عظيمة بين الارتقاء المزعوم في حق إبراهيم ﵇ وبين ما ينص عليه الأئمة المعصومين!
فقد روى الكليني عن إسماعيل بن مرّار قال: كتب الحسن بن العبّاس المعروفي إلى الرضا (ع): جعلت فداك، أخبرني ما الفرق بين الرسول والنبي والإمام؟ قال: فكتب أو قال: الفرق بين الرسول والنبي والإمام أنّ الرسول الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي وربما رأى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ﵇، والنبي ربما سمع الكلام وربما رأى الشخص ولم يسمع، والإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص (١).
وروى محمد بن الحسن الصفار عن بريد العجلي قال: سألتُ أبا عبد الله (ع) عن الرسول والنبي والمحدث، قال: الرسول الذى تأتيه الملائكة ويعاينهم وتبلغه عن الله ﵎ والنبي الذي يرى في منامه فهو كما رأى، والمحدّث الذي يسمع كلام الملائكة وينقر في أذنه وينكت في قلبه).
وعنه عن زرارة قال: سألتُ أبا جعفر (ع) عن قول الله عزوجل ﴿وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا﴾ قلت: ما هو الرسول من النبي؟ قال: النبي هو الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول يعاين الملك ويكلمه، قلت: فالإمام ما منزلته؟ قال: يسمع الصوت ولايرى ولا يعاين ...) (٢) والروايات في هذا كثيرة (٣).
(١) الكافي ١/ ١٧٦ – كتاب الحجة - (باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث) – حديث رقم (٢).
(٢) الروايتان من بصائر الدرجات للصفار –باب في الفرق بين الأنبياء والرسل والأئمة– رواية رقم (١) و(٢).
(٣) انظر: الكافي ١/ ١٧٦ وبحار الأنوار وغيرها.
1 / 220