174

ثم أبصرت الحقيقة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

تصانيف

الأفضل بينهما ما دام الذين نتكلم عنهما قد فارقوا الدنيا ولاقوا ربهما ﷿ منذ أكثر من ألف وثلثمائة سنة!!
إنّ الإسلام أعلى وأجل من أن يُختزل في مثل هذه الإطروحات، والصحابة وآل البيت أعظم وأجل من أن يُنظر إليهم كما ينظر مشجع كرة القدم إلى فريقه أو إلى منتخبه الوطني!
ولله در الدكتور علي الوردي – وهو مفكر شيعي معتدل – إذ يُصور مأساة بعض المتمذهبين بقوله: (سألني بعض الأجانب عن هذا النزاع بين علي وعمر، ما هو مصدره ومنشؤه؟ وهذا السؤال له أهميته الاجتماعية. فالأجانب حين يقرأون تاريخ الإسلام الأول يجدون الصفاء تامًا بين علي وعمر، فقد تزوج عمر من ابنة علي، وتولى أصحاب علي الولايات المهمة في عهد عمر، وكان عمر يستشير عليًا في كثير من القضايا ويمدحه، كذلك كان علي يمدح عمر في حياته وبعد مماته كما جاء في نهج البلاغة. فما هو السبب الذي جعلهما متباعدين بعد موتهما بينما كانا في حياتهما متقاربين تقاربًا واضحًا).
ثم يقول: (كنت أزور ذات مرة معامل فورد في مدينة ديترويت، ثم عَرَّجتُ بعد ذلك على زيارة الحي العربي الذي كان قريبًا منها. وقد اندهشت حين وجدت نزاعًا عنيفًا ينشب بين المسلمين هناك حول عليّ وعمر، وكانت الأعصاب متوترة والضغائن منبوشة.
وكنت أتحدث مع أحد الأمريكيين حول هذا النزاع الرقيع، فسألني الأمريكي عن علي وعمر: هل هما يتنافسان الآن على رئاسة الحكومة عندكم كما تنافس ترومن وديوي عندنا؟ فقلت له: إنّ عليًا وعمر كانا يعيشان في الحجاز قبل ألف وثلاث مئة سنة. وهذا النزاع الحالي يدور حول أيهما أحق بالخلافة!

1 / 181