[الآداب المتعلقة بطالب العلم ]
وأما ما ينبغي للطالب فخصال:
الأولى: حسن التأدب والتواضع، والتعظيم لشيخه، فيبتدئه بالسلام ويقل بين يديه الكلام ومن ذلك أن يدعوه بأحب الأسماء إليه، فإن حق الشيخ كحق الوالدين وقدنصوا أنه لا يدعوهما بأسمائهما ولا بالكنية، فكذلك الشيخ لا يدعوه باسمه العلم ولا بكنية لا تفيد تعظيما، ولقد رأينا بعض من يدعي العلم وليس به إذا عرف أن غيره أكمل منه بالغ في إغماط حقه وكتمه، وربما حمله ذلك على أن ينبزه بألقاب لا تليق بذلك العالم، وما ذلك إلا لينقصه عند الناس وهيهات أن يغطي على الشمس بيده، أو أن ينزف ماء البحر بفمه، فنعوذ بالله من الحسد فإنه الداء الدوي والشيطان المغوي.
الثانية: أن يفتتح قبل القراءة بالدعاء لشيخه ولنفسه ولإخوانه المؤمنين بأن يقول: أستفتح الله الهادي إلى الدين أن يهدينا وإياكم وهو خير الهادين، رضي الله عنكم وعنا وعن والديكم وعن والدينا، وعن الصالحين كافة بحرمة الفاتحة، ويقول عند الختم من الدعاء: إلى هنا ونزيد، وبالله التوفيق والفاتحة على نيتكم وبأن الله تعالى يجزيكم عنا أفضل الجزاء وأن يعشر خطاكم في الجنة وأن يفتح علينا وعليكم بالقرآن العظيم والعلم الشريف والعمل بهما وإلى روح سيدنا محمد وآله صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم.
صفحة ٥٠