الثبات عند الممات
محقق
عبد الله الليثي الأنصاري
الناشر
مؤسسة الكتب الثقافية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٦
مكان النشر
بيروت
وَمِنْهُمْ مَنْ رَأَى الثَّوَابَ فَصَبَرَ احْتِسَابًا وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يُؤْثِرُ الْمَوْتَ وَهَؤُلاءِ يَنْقَسِمُونَ فَمِنْهُمُ الْفَلاسِفَةُ لعنُوا الَّذِينَ يَرَوْنَ خُرُوجَ الرُّوحِ سَبَبُ عَوْدِهَا إِلَى عُنْصُرِهَا فَيَخْتَارُونَ ذَلِكَ
وَقَدِ اعْتَقَدَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْبَاطِنِيَّةِ أَنَّهُمْ إِذَا قُتِلُوا ظُلْمًا دَخَلُوا الْجَنَّةَ فَهُمْ يُؤْثِرُونَ الْقَتْلَ وَلا يَسْتَوْحِشُونَ مِنَ الْمَوْتِ
وَمِنْهُمْ قَوْمٌ خَافُوا الْفِتَنَ فَآثَرُوا الْمَوْتَ كَمَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ مَنْ رَأَى الْمَوْتَ يُبَاعُ فَلْيَشْتَرِهْ لِي
وَقَالَتْ عَابِدَةٌ أُحِبُّ الْمَوْتَ مَخَافَةَ أَنْ أَجْنِي عَلَى نَفْسِي جِنَايَةً يَكُونُ فِيهَا عَطَبِي
وَمِنْهُمْ مَنْ جَرَتْ لَهُ خَطَايَا فَآثَرَ عِقَابَ النَّفْسِ عَلَى مَا جَنَتْ كَمَا قَالَ أَبُو طَلْحَةَ خُذْ مِنِّي لِعُثْمَانَ حَتَّى تَرْضَى وَكَمَا سَلَّمَ مَاعِزُ نَفْسَهُ إِلَى الرَّجْمِ وَالْغَامِدِيَّةُ
وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ عِنْدَ الْمَوْتِ يُخَاطِبُ نَفْسَهُ اخْرُجِي فَوَاللَّهِ لَخُرُوجُكِ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ بَقَائِكِ فِي بَدَنِي
وَمِنْهُمْ قَوْمٌ أَحَبُّوا الْمَوْتَ اشْتِيَاقًا إِلَى اللَّهِ ﷿ وَعَلِمُوا أَنَّ الْمَوْتَ هُوَ السَّبِيلُ إِلَى ذَلِكَ
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ أُحِبُّ الْمَوْتَ اشْتِيَاقًا إِلَى رَبِّي
1 / 84