هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا

محمود محمد الخزندار ت. 1422 هجري
96

هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا

الناشر

دار طيبة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

أبدًا، فوالله إنك لتَصِل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ، وتَكسِب المعدوم، وتعين على نوائب الحق ..) (١)، وكان هذا شأن رسول الله ﷺ مع أمته ليزيل عنها دواعي القلق على مستقبل هذا الدين: «بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض ..» (٢). وحتى في حالات الضعف البشري لم يكن رسول الله ﷺ ليعنِّف أصحابه بفظاظة وغلظة، وهم الذين سمعوا بقدوم أبي عبيدة بجزية البحرين، فاجتمعوا على صلاة الفجر، وتبعوا رسول الله ﷺ بعد الصلام، ففهم ماذا يريدون، قال: «فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا ..» (٣). والمؤمن محتاجٌ في حال البلاء إلى من يكشف همه، ويبشره بما يسره، إما بفرج عاجل، أو بأجر آجل، ولقد وجد رسول الله ﷺ أم العلاء مريضة فقال لها: «أبشري يا أم العلاء، فإن مرض المسلم يُذهب خطاياه، كما تُذهب النار خبث الحديد» (٤).

(١) صحيح البخاري - التفسير - سورة العلق - باب ١ - الحديث ٤٩٥٣ (فتح الباري ٨/ ٧١٥). (٢) مسند أحمد ٥/ ١٣٤، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم ٢٨٢٥. (٣) صحيح البخاري - كتاب الجزية - باب ١ - الحديث ٣١٥٨ (فتح الباري ٦/ ٢٥٨). (٤) صحيح الجامع برقم ٣٧ (صحيح).

1 / 113