هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا

محمود محمد الخزندار ت. 1422 هجري
89

هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا

الناشر

دار طيبة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

وجل بقوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ [المؤمنون: ٣]. ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ ...﴾ [القصص: ٥٥]، ﴿... وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا﴾ [الفرقان: ٦٣]، ﴿... وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان: ٧٢]، ومما وجه الله إليه نبيه ﷺ في مجال الدفع بالأحسن قوله سبحانه: ﴿... وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ...﴾ [النحل: ١٢٥] ﴿وخُذِ العَفْوَ وَامُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف: ١٩٩]. إن أدنى صور الدفع بالتي هي أحسن: أن تمتص غضبتك، وتكظم غيظك، لتنفذ من هذا الباب إلى الحُور العِين التي تتطلع إليها، فقد جاء في الحديث: «من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة؛ حتى يخيّره في أي الحور شاء» (١). ومن أخطر المنزلقات إلى هاوية الانتقام للنفس، والأخذ بالثأر، أن يكون المرء ذا إمرة وسلطان، ولقد جاء رجل إلى رسول الله ﷺ يشكو خادمه: إن لي خادمًا يسيء ويظلم أفأضربه؟ قال: «تعفو عنه كل يوم سبعين مرة» (٢). ومن آخر ما أوصى به رسول الله ﷺ صحابته وهو يوصي بالأنصار خيرًا: «فمن ولي شيئًا من أمة محمد ﷺ، فاستطاع أن يضر فيه أحدًا، أو ينفع فيه أحدًا، فليُقبِل من محسنهم، ويتجاوز عن

(١) صحيح سنن ابن ماجه للألباني - كتاب الزهد - باب ١٨ - الحديث ٣٣٧٥/ ٤١٨٦ (حسن). (٢) مسند أحمد ٢/ ٩٠، وصحح أحمد شاكر إسناده (٨/ ٢٨ برقم ٥٦٣٥).

1 / 105