هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا
الناشر
دار طيبة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
(لا أرى أن يجعله من ظلمه في حل)، وعلل ابن العربي فتوى مالك بقوله: (إن كان ظالمًا فمن الحق ألا تتركه لئلا تغترَّ الظَّلَمة ويسترسلوا في أفعالهم القبيحة) (١).
ويؤكد الصاوي في حاشيته على الجلالين هذا المعنى فيقول: (من مكان الأخلاق التجاوز والحلم عند حصول الغرض، ولكن يشترط أن يكون الحلم غير مخل بالمروءة)، وأما إذا انتهكت حرمات الله (فالواجب حينئذٍ الغضب لا الحلم، وعليه قول الشافعي: مَن استُغضِب فلم يغضب فهو حمار، وقال الشاعر: وحلم الفتى في غير موضعه جهل) (٢).
وفي تفسير قوله تعالى: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ ...﴾ [النساء: ١٤٨].
نقل القرطبي في تفسير الآية على قراءة مَن قرأ ﴿إِلاَّ مَن ظُلِمَ﴾ قول أبي إسحاق الزجاج: (يجوز أن يكن المعنى: إلا مَن ظلم، فقال سوءًا فإنه ينبغي أن تأخذوا على يديه) وعلق القرطبي قائلًا:
" قلت: ويدل على هذا أحاديث منها قوله ﷺ: «خذوا على أيدي سفهائكم» (٣).
وقوله: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا»، قالوا: هذا ننصره مظلومًا فكيف ننصره ظالمًا؟ قال «تكفُّه عن الظلم» (٤) " (٥).
وفي حديث طويل تنتدب نساءُ النبي ﷺ السيدةَ زينب رضي
_________
(١) قول مالك وتعليله من تفسير القرطبي ١٦/ ٤٢ - ٤٣.
(٢) عن صفوة التفاسير ٣/ ١٤٣ (الصاوي ٤/ ٤٠ عند تفسير الآية ٣٩ من سورة الشورى).
(٣) استشهد به القرطبي وهو في ضعيف الجامع برقم ٢٨١٩ (ضعيف).
(٤) رواه البخاري في كتاب المظالم - باب ٤ - الحديث ٢٤٤٤ (فتح الباري ٥/ ٩٨).
(٥) تفسير القرطبي ٦/ ٤.
1 / 67