هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا

محمود محمد الخزندار ت. 1422 هجري
109

هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا

الناشر

دار طيبة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

«اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل». لقد كان جيل الصحابة ﵃ على درجةٍ عالية من الهمة والنشاط، اقتضت من رسول الله ﷺ أن يدعوَهم في كثير من المواقف إلى الحد من هذا النشاط الزائد، وإلى العودة إلى مستوى القصد والاعتدال والتوازن قائلًا لهم: «اكلَفُوا من الأعمال ما تطيقون» (١)، ويقول الواحد منهم: (يا رسول الله! إني أُطيق أكثر من ذلك) (٢). وحين خارت القوى، وضعفت العزائم، وفترت الهمم، صار الواحد من الناس حين يُطالب بأداء بعض الواجبات يكون جوابه: لا أطيق ذلك. وأصبحنا بحاجة كبيرة للاستعاذة بالله من هذا الحال: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل» (٣). إن دينًا يخاطب أتباعه بقول الله ﷿: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ﴾ [آل عمران: ١٣٣] ﴿سَابِقُوا﴾ [الحديد: ٢١]

(١) صحيح البخاري - كتاب الرقاق - باب ١٨ - الحديث ٦٤٦٥ (فتح الباري ١١/ ٢٩٤). (٢) صحيح البخاري - كتاب الصوم - باب ٥٩ - الحديث ١٩٧٩ (فتح الباري ٤/ ٢٢٤). (٣) صحيح البخاري - الجهاد - باب ٢٥ - الحديث ٢٨٢٣ (الفتح ٦/ ٣٦) حيث قال: (والفرق بين العجز والكسل: أن الكسل ترك الشيء مع القدرة على الأخذ في عمله، والعجز عدم القدرة).

1 / 129