المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة

- ت. غير معلوم
108

المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة

الناشر

الجامعة الإسلامية

رقم الإصدار

السنة التاسعة-العدد الرابع

سنة النشر

ربيع أول ١٣٩٧هـ/ ١٩٧٧م

مكان النشر

المدينة المنورة

تصانيف

وسيرهم في الطريق العام للدعوة وكلامهم دعوة وعملهم دعوة. فليتقوا الله في أنفسهم وليعلموا أنهم محط الأنظار وموضع القدوة وعلى كل داع أن يراعي ما يلي:- ١ـ أن يكون معقود الصلة بالله ﵎ وأن يكون قلبه معلقًا به وعليه ألا يغفل عن ذكر الله عند كل عمل أو قول وأن يظل دائم الرجاء لله. ٢ـ أن يؤمن إيمانًا جازمًا بأن ما يدعو إليه هو الحق لا شك فيه والصحيح الذي لا خطأ فيه ليكون تأثيره قويا وأن يؤمن كذلك بأنه يقوم بأشرف الأعمال وأعظمها أجرا لأنه يعمل على تحقيق قوله تعالى ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ كما أنه نائب عن رسل الله جميعا. ٣ـ أن يلتزم التزاما كاملا في قوله وفعله وتفكيره وسلوكه بأحكام الإسلام وتشريعاته. وأن ينظر للحياة كلها بمنظار الإسلام حتى لا يكون مزدوج الشخصية بين ما يدعوإليه وبين ما يأتيه في سلوكه فيهدم دعوته بنفسه. ٤ـ أن يتفرغ للدعوة ولا يشتغل بغيرها من التجارة أو الزراعة.. إلخ. ٥ـ أن يبتعد عن السياسة مطلقًا حتى لا يكون هدفًا سهلًا لسهام خصومه ويتجرأ عليه الناس١. ٦ـ أن يكون شجاعًا في مواجهة الأمور من غير تهور في إبداء رأيه وأن يثبت بجانب الحق لا يتلون. ٧ـ أن يتجمل بالصبر وعدم استعجال النتائج فقد بقي رسول الله ﷺ في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو قومهم فلم يزد عدد من آمن به عن خمسين ومائة فرد. ٨ـ أن يتعود التدرج في الدعوة وتقديم الأهم على المهم وتلك كانت دعوة الرسل ودعوة الرسول صلوات الله وسلامه عليهم جميعًا. يشهد بذلك نصيحة الرسول ﷺ لمعاذ بن جبل المذكورة في الصحيحين أن النبي ﷺ قال له "أنك ستأتي قومًا أهل كتاب فادعوهم إلى شهادة ألا إله إلا الله وأني رسول الله. فإن هم

١ لا مندوحة للداعية من توجيه النصح إلى رجال السياسة بالحكم والموعظة الحسنة - (المجلة) .

1 / 116