التعجب من فعل المفعول بين المانعين والمجيزين
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العددان التاسع والسبعون والثمانون
سنة النشر
السنة العشرون- رجب-ذوالحجة ١٤٠٨هـ
تصانيف
١ مجمع ١/ ٨٢ وفيه ١/ ٨٤ عن ابن دريد: "زها الرجل يزهو زهوًا، أي: تكبر، ومنه قولهم: ما أزهاه!، وليس هذا من "زُهي"، لأن ما لم يسم فاعله لا يتعجب منه"، هذا كلامه، وأمر آخر، وهو: أن بين قولهم "ما أشغله! " و"ما أزهاه! " إذا حمل على "زُهي" فرقًا ظاهرًا، وذلك أن المزهو - وإن كان مفعولًا في اللفظ - فهو في المعنى فاعل، لأنه لم يقع عليه فعل من غيره، كالمشغول الذي شغله غيره، فلو حُمِلَ "ما أزهاه! " على أنه تعجب من الفاعل المعنوي لم بكن بأس". وفي اللسان (زهو): "وقال ثعلب في النوادر: زُهي الرجل، وما أزهاه! فوضعوا التعجب على صيغة المفعول، قال: وهذا شاذ، إنما يقع التعجب من صيغة فعل الفاعل، قال: ولها نظائر، وقد حكاه سيبويه". وفيه عن ابن السكيت: "زُهيتُ وزهوت، ثم قال: وفيه لغة أخرى عن ابن دريد: زها يزهو زهوًا، أي: تكبر، ومنه قولهم: "ما أزهاه! " وليس هذا من زُهي، لأن ما لم يسم فاعله لا يتعجب منه...وقال خالد بن جبنة: زها فلان: إذا أعجب بنفسه". "وزُهيَ" من الأفعال التي لازمت البناء للمفعول على المشهور، يتكلم بها على سبيل المفعول، وإن كان بمعنى الفاعل، انظر اللسان (زهو)، وانظر شرح الكافية الشافية ٢/ ١٠٨٦-١٠٨٧. ٢ شرح الكافية الشافية ٢/ ١٠٨٦-١٠٨٧. ٣ شرح المفصل ٦/ ٩٤-٩٥. ٤ شرح المفصل ٦/ ٩٤-٩٥. ٥ شرح المفصل ٦/ ٩٤-٩٥. ٦ مجمع الأمثال ١/ ٨٠. ٧ سفر السعادة ٥٩٨ وقد تأوله السخاوي على وجهين: أ- أن يكون ملازما للبناء للمفعول، مثل "جُنَّ": ما أجنه. ب- أن يكون تعجبًا من "سارٍ" كما يقال: زيد سار، أي: حَسَنُ الحال في نفسه، وأهله، وماله، وفرس سار، أي: حسن الحال في جسمه ولحمه، وضيعة سارة، بمعنى آهلة عامرة، فيكون سار بمعنى قولك: "ذو سرور" ثم يتعجب منه على هذا، كما قالوا: عشية راضية، أي: ذات رضًى، ورجل طاعم كاس، أي: ذو طعام وكسوة، قال الحطيئة: دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي فيكون "ما أسرني" جاريا على غير خارج عما رتبنا. ٨ شرح المفصل ٦/ ٩٤. ٩ الصحاح (هوى) ٢٥٣٨.
1 / 156