فلما كانت العبادة شديدة على النفس ورعايتها تحتاج إلى مجاهدة أمر الله بالاصطبار عليها، فكيف بالزوجة والأولاد. (^١)
ولاشك أن هذا يحتاج إلى مجاهدة ومصابرة، بل وعد الله بالرزق من امتثل أمره فقال: ... ﴿لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ﴾ أي: لا نسألك مالًا بل نكلفك عملا ببدنك، نؤتيك عليه أجرا عظيما وثوابا جزيلا ونعطيك المال ونكسبكه. (^٢)
وعلى هذا فإن النكاح مدرسة للتربية على الصبر، وكفى بالإنسان رفعة وفلاحا أن يكون من الصابرين الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (١٥٧)﴾ [البقرة: ١٥٧]. وقال: ﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (٤٦)﴾ [الأنفال: ٤٦]
(^١) ﴿انظر: روح المعاني، (١٦/ ٢٨٥).
(^٢) ﴿جامع البيان، (١٨/ ٤٠٥).
1 / 114