الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به
الناشر
دار المسلم للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
مثال المرسل: روى الإمام مالك في الموطأ عن عبيد الله بن عدي بن الخيار (^١)، قال: بينما رسول الله ﷺ جالس بين ظهراني الناس؛ إذ جاءه رجل فساره، فلم يدر ما ساره به حتى جهر رسول الله ﷺ، فإذا هو يستأذن في قتل رجل من المنافقين، فقال رسول الله ﷺ حين جهر: "أليس يشهد أن لا إِله إِلا الله، وأن محمدا رسول الله؟ " فقال الرجل: بلى، ولا شهادة له. فقال: "أليس يصلي؟ " قال: بلى، ولا صلاة له. فقال رسول الله ﷺ: "أولئك الذين نهاني الله عنهم" (^٢).
فعبيد الله بن عدي بن الخيار تابعي لم يلق النبي ﷺ، وقد روي عنه هذا الحديث بدون ذكر الواسطة بينه وبين النبي ﷺ، فقد أسقط من إسناد هذا الحديث آخره، وأقل هذا السقط أن يكون الصحابي.
مرسل الصحابي:
تعريفه:
هو ما أخبر به الصحابي عن قول الرسول ﷺ، أو فعله مما لم يسمعه أو يشاهده، إما لصغر سنه (^٣)، أو تأخر إسلامه (^٤)، أو غيابه (^٥).
_________
(^١) هو: عبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي، قال ابن حبان: له رؤية، وكان من فقهاء قريش وعلمائهم، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين، وكانت وفاته بالمدينة سنة خمس وتسعين.
انظر: طبقات ابن سعد ٥/ ٤٩، الإصابة لابن حجر ٥/ ٥٠ - ٥٢.
(^٢) رواه الإمام مالك في الموطأ ١/ ١٧١.
(^٣) كابن عباس، وابن الزبير، وعائشة ﵃.
(^٤) كأبي هريرة وجرير البجلي ﵄ وغيرهما.
(^٥) انظر: المجموع شرح المهذب للنووي ١/ ٦٢، والغياب يقع لكثير من الصحابة -رضوان =
1 / 76