211

الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به

الناشر

دار المسلم للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها" (^١). قال ابن البر: هذا الحديث مضطرب (^٢)، وبيان ذلك أن البخاري ومسلما قد اتفقا على إخراج رواية أخرى في الموضوع نفسه لم يتعرض فيها الراوي لذكر البسملة بنفي أو إثبات، بل يكتفي بقوله: "فكانوا يستفتحون القراءة بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (^٣). وهناك رواية ثالثة عن أنس تفيد أنه سئل عن الافتتاح بالتسمية، فأجاب أنه لا يحفظ في ذلك شيئًا عن رسول الله ﷺ (^٤). على أن الحافظ ابن حجر يرى أن الحديث ليس فيه اضطراب، لأنه يمكن الجمع بين الروايات المختلفة بحمل نفي القراءة على نفي السماع، ونفي السماع على نفي الجهر (^٥). الثالث: الاضطراب في السند والمتن معًا. ومثاله: حديث عبد الله بن عكيم (^٦): "أن رسول الله ﷺ كتب إِلى جهينة قبل موته بشهر أن لا تنتفعوا من الميتة بإِهاب ولا عصب" (^٧).

(^١) صحيح مسلم ٤/ ١١١ مع النووي، وانظر: سنن النسائي ٢/ ١٣٥. (^٢) انظر: الاستذكار لابن عبد البر ٤/ ١٦٦. (^٣) البخاري ٢/ ٢٢٦ - ٢٢٧ مع الفتح، ومسلم ٤/ ١١١ مع النووي. (^٤) انظر: علوم الحديث لابن الصلاح ص ٨٣، وقد ذكر هذا الحديث في نوع المعلل، والمضطرب يجامع المعلل لأنه قد تكون العلة هي الاضطراب. (^٥) فتح الباري ٢/ ٢٢٨. (^٦) هو: عبد الله بن عكيم -بالتصغير- الجهني أبو معبد الكوفي مخضرم من الثانية، مات في إمرة الحجاج. انظر: تقريب التهذيب ١/ ٤٣٤. (^٧) أخرجه أحمد ٤/ ٣١٠ - ٣١١، أبو داود رقم ٤١٢٧، ٤١٢٨، الترمذي رقم ١٧٢٩، =

1 / 214