41

فضل المدينة وآداب سكناها وزيارتها

الناشر

مطبعة النرجس

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

تصانيف

وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾، قال الحسنُ البصريُّ وغيرُه من السّلف: "زَعَمَ قومٌ أنَّهم يُحبُّون اللهَ فابْتلاهم اللهُ بهذه الآية". ومعنى قولهم "ابتلاهم" أي: اختبَرَهم وامتحَنَهم ليَظهَرَ الصادقُ من الكاذب، فإنَّ مَن يَدَّعي مَحبَّةَ الله ورسولِه ﷺ عليه أن يُقِيمَ البيِّنةَ على دعواه، والبيِّنةُ هي اتِّباعُ الرسول ﷺ. قال ابن كثير ﵀ في تفسير هذه الآية: "هذه الآيةُ الكريمةُ حاكمَةٌ على كلِّ مَن ادَّعى مَحَبَّةَ الله وليس هو على الطريقَةِ المُحَمَّدِيَّة، فإنَّه كاذبٌ في نفس الأمرِ حَتَّى يتبع الشَّرعَ المُحَمَّدِيَّ والدِّينَ النَّبَوِيَّ في جَميع أقوالِه وأفعالِه، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله ﷺ أنَّه قال: "مَن عَمِلَ عَملًا ليس عليه أمْرُنا فهو ردٌّ"، ولهذا قال ﴿إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾ أي: يَحصُلُ لكم فوقَ ما

1 / 43