فضل المدينة وآداب سكناها وزيارتها
الناشر
مطبعة النرجس
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ/٢٠٠٠م
تصانيف
وقد رأيتُ كتابةَ هذه الرسالةِ في فضل هذه المدينة المباركة وبيان آداب سُكناها وزيارتها، فأذكرُ فيها جملةً من فضائلِها، ثمَّ جملةً مِن آدابِ سُكناها، ثمَّ جملةً من آداب زيارتِها:
فمِن فضائلِ هذه المدينةِ المباركة: أنَّ الله تعالى جعلَها حَرَمًا آمنًا كما جعل مكَّةَ حَرمًا آمنًا، وقد جاء عن النَّبِيِّ الكريمِ ﷺ أنَّه قال: " إنَّ إبراهيمَ حرَّمَ مكَّةَ، وإنِّي حرَّمتُ المدينةَ"، رواه مسلم، والمقصودُ من هذا التحريمِ المضافِ إلى محمدٍ ﷺ وإلى إبراهيمَ ﷺ هو إظهارُ التحريم، وإلاَّ فإنَّ التَّحريمَ مِن الله ﷿، وهو الذي جعل هذا حَرَمًا، وجعلَ هذا حَرَمًا.
واختصَّ الله ﷿ هاتيْن البلدَتَيْن بهذه الصِّفَةِ التي هي الحرمة دون سائر البلاد، ولَم يأتِ دليلٌ ثابتٌ يدلُّ على تحريمِ شيءٍ غير مكَّة والمدينة، وما شاعَ على أَلسِنَة كثيرٍ من النَّاسِ من أنَّ المسجدَ
1 / 6