التوحيد أو تحقيق كلمة الإخلاص
محقق
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
تصانيف
عرِّفوها اطلاع من هو أقرب إليها من حبل الوريد، لعلها تستحي من قربه ونظره: ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾ [العلق: ١٤] ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر: ١٤].
راود رجل امرأة في فلاة ليلا فأبت، فَقَالَ لها: ما يرانا إلا الكواكب، قالت: فأين مُكَوْكبُها؟!
أكره رجلٌ امرأة عَلَى نفسها، وأمرها بغلق الأبواب ففعلت، فَقَالَ لها: هل بقي باب لم تغلقيه؟ قالت: نعم، الباب الَّذِي بيننا وبين الله! فلم يتعرض لها.
رأى بعض العارفين رجلًا يكلم امرأة، فَقَالَ: إن الله يراكما، سترنا الله وإياكما!.
سُئل الجنيد: بم يستعان عَلَى غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبقُ من نظرك إِلَى ما تنظر.
وقال المحاسبي: المراقبة: علم القلب بقرب الرب.
كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
وصّى النبي ﷺ رجلًا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه (١).
_________
(١) أخرجه أبو بكر الإسماعيلي ما ذكر ابن كثير في تفسيره (٤/ ٣٠٥) من حديث نصر ابن خزيمة بن جنادة بن علقمة حدثني أبي عن نصر بن علقمة، عن أخيه، عن عبد الرحمن بن عائد قال: قال عمر: "جاء رجل إِلَى النبي ﷺ فقال: زودني حكمة أعش بها. فَقَالَ: استح الله كما تستحي رجلًا من صالح عشيرتك لا يفارقك".
قال ابن كثير: هذا حديث غريب.
وأخرجه ابن عدى (٢/ ١٣٦)، (٤/ ٩٠) من حديث أبي أمامة قال: قال رسول الله ﷺ: "اسْتَحْيِ مِنَ اللَّهِ اسْتِحْيَاءَكَ مِنْ رَجُلَيْنِ مِنْ صَالِحِي عَشِيرَتِكَ".
وفي إسناده جعفر بن الزبير (وصفدي) بن سنان، قال ابن عدي: ولجعفر بن الزبير هذا أحاديث غير ما ذكرت عن القاسم، وعامتها مما لا يتابع عليه، والضعف عَلَى حديثه بيِّن. =
3 / 71