الأمة بين سنتي الابتلاء والعمل
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
تأمل أخي.. لقد مات النبي ﷺ وهو لم يفتتح من بلاد الإسلام القائمة اليوم إلا ما يشكل الربع تقريبًا أو أقل، ولكن تابع أصحابه والتابعون لهم بإحسان الفتوحات، فوصلوا إلى حدود الصين شرقًا، وإلى جنوب فرنسا غربًا، وكل ذلك محسوب ومضاف إلى رصيده.
فالواجب علينا أن نتبنى مشروعات دعوية، تقوم على العمل المؤسسي - إن أمكن - لأن ذلك أدعى لاستمرارها وبقائها، إذ لن يؤثر عليها موت شخص أو سجنه، بل هي تسير وفق خطة وسياسة واضحة، يتلقها اللاحق عن السابق، وما منظمة حماس إلا نموذج حي للعمل المؤسسي الذي لا يتوقف بموت قائد أو مؤسس.
٧- إني لأعجب من مسلم يقرأ قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ﴾ ﴿إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ﴾ ﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ كيف يدب اليأس إلى قلبه؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: - فيما نقله عنه ابن عبد الهادي في "اختيارات ابن تيمية ص (٧٠-٧١) ـ: «وهذا يشكل على بعض الناس، فيقول: الرسل قد قتل بعضهم، فكيف يكونون منصورين؟
1 / 72