الخلافة الأموية من كتاب الأخبار الطوال المنسوب للدينوري

عبد العزيز بن عبد الله البريدي ت. غير معلوم
52

الخلافة الأموية من كتاب الأخبار الطوال المنسوب للدينوري

الناشر

دار الجامعة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م

مكان النشر

السعودية

تصانيف

الحسن البصري (^١) حيث قال: «استقبل واللّه الحسن بن عليٍّ معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إنّي لأرى كتائب لا تولّي حتّى تقتل أقرانها، فقال له معاوية وكان واللّه خير الرّجلين: أي عمرو، إنْ قَتَلَ هَؤلاءِ هؤلاءِ، وهؤلاء هؤلاء مَنْ لِي بأمور النّاس؟ مَنْ لي بنسائهم؟ مَنْ لي بضيعتهم؟ فبعث إليه رجلين من قريشٍ من بني عبد شمسٍ: عبد الرّحمن بن سمرة (^٢)، وعبد الله بن عامر بن كريزٍ، فقال: اذهبا إلى هذا الرّجل، فاعرضا عليه، وقولا له: واطلبا إليه، فأتياه، فدخلا عليه وتكلّما، وقالا له: فطلبا إليه، فقال لهما الحسن بن عليٍّ: إنَّا بنو عبد المطّلب، قد أصبنا من هذا المال، وإنّ هذه الأمّة قد عاثت في دمائها، قالا: فإنّه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألك قال: فَمَنْ لي بهذا، قالا: نحن لك به، فما سألهما شيئًا إلّا قالا: نحن لك به، فصالحه» (^٣). قال ابن بطال في شرحه لهذا الحديث: «قال المهلب (^٤): قوله ﷺ: «إن ابني هذا سيد» يدل أن السيادة إنما يستحقها من انتفع به الناس؛ لأنه علَّق السيادة بالإصلاح بين الناس ونفعهم، هذا معنى السيادة. وقوله: (إنْ قَتَلَ هؤلاء هؤلاء) يدل على نظر معاوية في العواقب ورغبته في صرف الحرب. وقوله:

(^١) الحسن بن أبي يسار، أبو سعيد البصري، مولى زيد بن ثابت ﵁، وأمه مولاة أم سلمة ﵂ أم المؤمنين، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر ﵁، شهد يوم الدار وعمره أربعة عشرة سنة، كان سيد أهل زمانه علمًا وعملًا، روى عن جملة من الصحابة، توفي سنة ١١٠ هـ. الذهبي: السير ٤/ ٥٦٣. (^٢) عبد الرحمن بن سمرة: عبدالرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي، يكنى أبا سعيد، أسلم يوم فتح مكة. وصحب النبي ﷺ. الاستيعاب لابن عبد البر ٢/ ٨٣٥. (^٣) الصحيح ٢/ ١٨٦. (^٤) المهلب بن أحمد بن أبي صفرة بن أسيد بن عبد الله الأسدي، الأندلسي، أحد الأئمة، له مصنف شرح صحيح البخاري ت ٤٣٥ هـ. الذهبي: السير ١٧/ ٥٧٩.

1 / 58